الفتوة في القرآن الكريم (الحلقة السابعة)

الفتوة في القرآن الكريم  (الحلقة السابعة)

دراسة مقارنة لمفردة الفتى ومشتقاتها

في ضوء القرآن الكريم

صبيح البخاتي

قال تعالى (وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم ) يوسف / ٦٢

فتيان : جمع لمفردة الفتى واحد مشتقاتها المهمة وسيأتي جمعا آخرا لها باشتقاق يختلف عن هذا وكلا له مدلولاته القيمية العالية التي تتناسب مع السياق القرآني المناسب له .

وهنا الإشارة في السياق أنها جاءت على لسان النبي يوسف عليه السلام عندما كان يرسم الخطط ويدبر الحيل للمرحلة الأخيرة من حياته وقصته وهي مرحلة اللقاء بأخيه ثم أبيه وتحقيق منامه.

ومع أن الأكثر من المفسرين ذهب إلى معنى فتيانه هم غلمانه أو خدمته كما جاء في ظلال القران ما نصه :

أما يوسف فقد أمر غلمانه أن يدسوا البضاعة التي احضروها أخوته ليستبدلوا بها القمح والعلف ..

فأمر غلمانه بدسها في رحالهم والرحل متاع السفر لعلهم يعرفون حتى يرجعون وأنها بضاعتهم التي جاؤوا بها .

وفعلا إنها كانت خطة ناجحة منه بدليل قوله تعالى( قالوا ياابانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ))

ويرى السيد الطبطبائي في ميزانه كذلك ...

الفتيان : جمع الفتى وهو الغلام والبضاعة قطعة وافرة من المال يقتنى للتجارة يقال : ابضع بضاعة وابتضعها

والرحال جمع رحل وهي الوعاء والأثاث والانقلاب هو الرجوع

ومعنى الآية : قال يوسف لغلمانه اجعلوا مالهم وبضاعتهم التي قدموها ثمنا لما اشتروا من الطعام في أوعيتهم لعلهم يعرفونها إذا رجعوا إلى أهلهم وفتحوا أوعيتهم ولعلهم بذلك يرجعون إلينا ويأتون بأخيهم ويتحقق المطلوب .

بينما اختلف الشيخ مكارم الشيرازي وعبر عنهم برجاله وهو التعبير الأصح من حيث واضح الاعتماد عليهم في خططه الخاصة وجاء في تفسيره الأمثل ما نصه :

وأخيرا أمر يوسف رجاله بان يضعوا الأموال التي اشتروا بها الحبوب في رحالهم جلبا لعواطفهم .

وفعلا تمكن من جريان الأحداث حسب ما خطط لها مدعوما ومؤيدا من الله تعالى لتحقيق ما وعده وكشف جميع الحقائق ونجاح توبة إخوته على يديه واللقاء بابيه في أجواء إيمانية ولملمة شمل العائلة جميعها من أسرته وال إسرائيل وتبركت أرض مصر بهذا النسل الطاهر .

انتظروني في حلقة قادمة إن شاء الله تعالى

(الحلقة السادسة) الفتوة في القرآن