آخر الأخبار

من الزعيم؟!!


 




من الزعيم؟!!


د. محمد إبراهيم بسيوني

حكي أن في زمن ما كان هناك نملتان تنازعتا على قطعة كبيرة من السكر تكفي لجميع أعداد النمل المتواجدين حولها وكانت هذه القطعة من السكر تقع على ارض نصفها بلون اسود والثانية بلون بني. احتارت النملتان بطريقة حملها وقررتا أن تستعينان بالنمل الأخر لحملها. وحين حكت النملتان لقومهما عن هذه القطعة قرر أصحاب النملة الأولى أن القطعة من حقها هي، بينما قررت الثانية أن القطعة من حقها أيضا.


ولاحتيال كل منها على الأخر قام كل قبيلة بصبغ نفسها بالجانب الذي فيه قطعة السكر، وبالتالي أصبح هناك نمل اسود ونمل بني. حين وصل الطرفان إلى قطعة السكر وبعد أن قتل كلاهما النملتات الأولتين اللتان اكتشفاها، ادعى كل فريق منهما أن له الحق في هذه القطعة التي كان حجمها تقريبا ٢٠ كيلو غراما، وكاد أن يحصل اقتتال بينهما، فقررا الذهاب إلى طرف ثالث ليحكم بينهم فوافق على شرط الحصول بدوره على قطعة من السكر.

وعلى العموم قرر ان تنقسم القطعة من السكر بحسب حجمها إلى ٢٠ قطعة صغيرة ويأخذ كل نصيبه. عموما قسمت القطعة حسب المطلوب وفجأة افترق النمل إلى ٢٠ قبيلة بعد إن كانوا قبيلتين فقط وهم لا يشعرون ان حصتهم من السكر بدأت بالتقلص تدريجيا بعد أن اخذ منهم صاحب المقترح حصته والتي اختلفوا أيضا من أي حصة ستقطع فلم يعطوه شيئا. فذهب متوعدا إياهم.

على العموم اخذ كل من النمل الأسود والبني يقتتلان بينهما متناسين ان القطعة قد قسمت إلى أجزاء وان الأجزاء الأخرى اتخذت أيضا ألوانا كثيرة وبعد ان اقتتلوا بينهم قرروا مرة أخرى محاولة الصلح لكنهم تفاجئوا هذه المرة أنهم أصبحوا ٢٠ بدلا الاثنين وكذالك ٢٠ لونا وكذلك الزعماء قد أصبحوا بذات العدد وليس هذا أمرا كافيا فلكل زعيم أصبح إتباع ووزراء وشعب يتبعه. واقترحوا عمل برلمان لهم تكون حصة كل فرد فيه من ذات القطعة المخصصة لهم وبالتالي فان حجم القطعة تقلص وبشكل كبير وهم لا يدرون أيضا وارتفعت أفواه الشعب العشرون تطالب بحصصهم ولم يقتنع كل منهم بحصته فحاول سرقة حصة الأخر.

وهكذا نشبت الخلافات والحروب بينهم أما برلمانهم فكان يصرف على هذه الحروب والأسلحة من قطعة السكر ذاتها والتي تقلصت هي الآن بشكل كبير وقتل عدد كبير من شتى الألوان نتيجة لهذا الصراع.

ولما سمع النمل المجاور بذالك اعتبرها فرصة ذهبية للانقضاض على جميع قطع السكر فأحس المتنافسون العشرين بذلك وحاولوا أن يتحدوا لدرء الخطر القادم. لكنهم تخبطوا ولم يدروا مايفعلون خاصة بعد أن اغتصب منهم عدة قطع من السكر وخرج زعيم يعرفونه جميعهم ولم يتفقوا عليه لكنهم اجبروا على سماع كلمته لأنه وجه أشخاص منهم لمواجهة هذا الغزو الذي قتل فيه نمل كثير ملون وقرروا معاودة المشورى لذلك الذي اقترح عليهم تقسيم القطعة وهذه المرة لم يطلب منهم أجرا بل أعطاهم ما يقاتلون به بعد أن اخذ منهم ربع حصصهم من قطع السكر وفرحوا بالانتصار ثم عاودا المشاجرة لكنهم انتبهوا قليلا فاصحبوا ديمقراطيين وانتخبوا برلمان لهم وجماعة منهم لهم برلمانهم الخاص وهم يتشاجرون الآن حول من يختاروه زعيما ليتشاجروا معه مستقبلا أما قطع السكر فقد نسي الجيل الجديد أمرها وأصبح يدافع عن زعمائه الذين لم يعطوه شيئا من كل شيء بل نسوا أن لهم حقا يطالبوا خاصة بعد اختفت جميع قطع السكر وأصبح الخلاف فقط حول زعامة القوم بألوانها التي اختلفت.

عميد طب المنيا السابق
















إرسال تعليق

0 تعليقات