أحمد الكاتب يستهدف اليعقوبي أم الإمام المهدي (عليه
السلام)
بقلم الشيخ / عبد الهادي
الزيدي
يطل علينا احمد الكاتب بين حين
واخر بكلمات تبين مدى سذاجته ورعونته وجهله في أساسيات الإيمان بالله تعالى، كما
تبين إتباعه لمنهج مشكوك بنيته، فقد تحدث بكلمات بعيدة عن الحقيقة وفهم ناقص حاول
به تشويه صورة المرجع اليعقوبي، وبصراحة هو لم يشوه شيء من الشيخ بل هو يريد دوما
ضرب قضية حساسة عند الشيعة الإمامية، وهي إيمانهم بالإمام المهدي (عليه السلام)
وقد أجابه المرجع اليعقوبي قبل سنين أن الشرعية لنائب الإمام لم تقتصر على أخذها
من وجود الإمام بل ثمة شروطا يجب توفرها في الشخصية التي تقود الأمة، من علم
ونزاهة وتاريخ وطهارة مولد وعدالة وغيرها، ايجاري احمد الكاتب وجود هذه المواصفات
والشرائط؟
فكلام احمد الكاتب فيه يضم بين
طياته مسالتان رئيسيتان: الأولى: يهدف إلى ضرب عقيدة المجتمع
بالإمام المهدي (عليه السلام) فيسعى بكل قواه أن يسقط من يتحدث بالإمام المهدي
(عليه السلام) ليثبت عقيدة الناس به.
وعلى هذا التأسيس فان قضية
الدفاع عن العقيدة لم تقتصر على أتباع المرجع اليعقوبي بل هي مسؤولية الشيعة بصورة
عامة، لأنه يسعى لتحريف فهم المجتمع بالمرجعية بشكل عام.
الثانية:
انه يسعى لتسقيط المرجع اليعقوبي بالتعامل مع كلماته مجتزئة ويدلس ويغالط ليبين
للناس انه ليس اهلا للتقليد، ولا استبعد انه قبض ثمنا مقابل عمله هذا.
بصراحة أنا استغرب من حديث
احمد الكاتب ولمن يوجه هذه الكلمات، أيؤمن بالله تعالى مثلا؟ أيؤمن بالقران
المجيد؟ وهل يمكنه أن يثبت صحة القران الذي بين أيدينا؟ وما هو دليلة على صحته؟
فهل سيعتمد على الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)؟ وهذا أيضا يحتاج إلى
دليل لان بيننا وبين الأئمة أكثر من ألف سنة. وإذا قال اعتمد على كتب العلماء
والحديث فنقول هل درست هذا العلم وتوابعه من أصول وبلاغة وسيرة المعصومين لكي
تتمكن من فرز الصحيح من غيره، وهل درست علوم القران وكل ما يتعلق به؟ فالعالم الذي
تنعته بالجهل له مؤلفات مثلت بحثه الخارج وفيه يناقش علم الرجال وفيه الأصول وفيه
اللغة والبيان وفيه القرآن ومضامينه، فأين أنت من هذا؟
أما أخلاقه وورعه فيشهد به العدو قبل الصديق،
وهو من وقف أمام كل محاولات تجهيل المجتمع وتسطيح عقولهم كما تفعل أنت وأمثالك. فأنت
تستغرب كيف للإمام أن يسمع صوت من يستنجد به !
وكيف يدركه وهو في بقعة جغرافية بعيدة!
ثم يقول هذه من صفات الله تعالى! الم يقل الله
في كتابه إذا كنت تؤمن به (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ
وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) التوبة105
فكيف لك أيها المنطيق أن
تفسرها للمؤمنين؟ أي كيف يرى الرسول والمؤمنون عمل الناس؟؟ ثم هل لك أن تفسر لنا
كيف أن ملك الموت يقبض أرواح الآلاف من الناس في آن واحد؟ قال تعالى: (قُلْ
يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ
تُرْجَعُونَ ). سورة السجدة 11
ثم أن الكاتب يستغرب من قضية
الاختلاف الجغرافي وبعد المسافات فهل تناسى قضية عرش بلقيس ونقله إلى سليمان (عليه
السلام) بلمح البصر؟ قال تعالى : (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ
مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ
أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ
رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ). سورة النمل الآية 40
فهل هذه الحادثة دجل وخرافات أو
أنها من المستحيلات؟ ثم كيف عرفت أن زمن المعجزات انتهى من قال لك هذا؟
ثم يتساءل من أين جاء الشيخ
اليعقوبي بعقيدته هذه أي أن الإمام (عليه السلام) يدرك ويغيث كل ملهوف إذا كان
مخلصا، أليس روايات أهل البيت (عليهم السلام) نصت على هذا الأسلوب في حياة كل الأئمة
والشواهد في الكتب الروائية كثيرة.
فالتراجعها لتعرف من أين جاءت
هذه العقيدة.
ويحاول الكاتب الاستهزاء بقوله
لماذا لا يطلب من الإمام أن يحل القضية العراقية!
لو أنك تقرء جيدا ولك نية سليمة لعرفت أن المرجع
اليعقوبي يؤكد أن الإمام يريد مجتمع ينهض بأعباء المسؤولية وان يقوم المجتمع بدوره،
إلا أنك تريد استغفال المجتمع ببعض الكلمات المقطعة وعدم إدراكك المنظومة
التصحيحية التي يقودها المرجع اليعقوبي.
ولا يفوتني أن أسال الكاتب هل
لك أن تتفضل على البسطاء والمستغفلين بحسب رأيك كيف يقضي الله تعالى حوائج الناس
في حال أنهم طلبوا منه المساعدة؟ ما هي الالية التي يتبعها رب العالمين لإنقاذ
الملهوفين مثلا؟
في الختام على الشيعة الذين
يؤمنون بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ترهات
الكاتب فانه يستهدف عقيدتكم والنيل منها فهو مشكلته الحقيقية مع الإمام المهدي
(عليه السلام) ومن خلالها ليقضي على فكرة المرجعية بشكل عام.
0 تعليقات