آخر الأخبار

التنظيم الاجتماعي والانسلاخ قراءة لخطبة عيد الأضحى للمرجع اليعقوبى (1)




التنظيم الاجتماعي والانسلاخ
قراءة لخطبة عيد الأضحى للمرجع اليعقوبى (1)

محمود جابر

أقام سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) صلاة عيد الأضحى المبارك في مكتبه في النجف الاشرف، وألقى سماحته خطبتي صلاة العيد في جموع المؤمنين الذين حضروا من مختلف المحافظات العراقية .وتطرق سماحته في الخطبة الأولى الى تفسير قوله تعالى : {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} (إبراهيم /36) حيث أن الآية الكريمة تبيّن المقياس الحقيقي للانتساب والانتماء للجماعة الإنسانية متخذا من آية سورة إبراهيم مثلا للخطاب ... (تبعى) أى انتمى إلى....

فكيف كان النبى إبراهيم عليه السلام يصنع ويقوى الخط الولائى للجماعة المؤمنة، وكيف كان النبى صلى الله عليه وآله يبنى معالم الانتماء والانتساب للمؤمنين، سواء قبل الهجرة أو بعدها فى دولته – المدينة- وكيف صنع الأئمة هذا السياج الحصين للأمة الإسلامية ..

من هنا بدأ سماحة المرجع اليعقوبى خطبته معلما ومرشدا ومبصرا؛ كيف نصنع انتماء للمجتمع مبنى على حرية الفرد، وأمنه، ومعيشته، وأمن الجماعة - الأمة - ككل... كل ذلك كان واضحا فى خطبته الأولى التى أفتتحها، بقضية الانتماء، انتماء جماعة إبراهيم إليه وانتماء المجتمع المسلم إلى النبى كرمز للجماعة المؤمنة وللدولة .... ووضع لهم نموذجا للمواطن المنتمى (سلمان منا آل البيت ) ...

والانتماء هنا يتطلب تنظيم اجتماعي مقبولا من المجتمع المحيط، وهذا التنظيم الاجتماعي لا يكون مقبولا من المجتمع، إلا بقدر اقتناع المجتمع بأنه يستهدف تحقيق حماية للأفراد وللمجتمع ككل.
وهو ما يمكن أن نسميه " العقد الاجتماعي"، وهذا العقد لا يمكن ان يكون صحيحا إلا إذا فهمنا بالمعنى المنطقي والاخلاقى، وليس بالمعنى التأريخى. ذلك أنه لم يحدث طبعا ان اى مجتمع تكون نتيجة تعاقد أفراده، لان الفرد الانسانى لم يوجد أصلا الا كفرد فى جماعة.
أما من حيث المعنى المنطقي والاخلاقى، فيمكن ان نلاحظ ان اى تنظيم اجتماعى – وعلى رأسه الدولة- انما يبرر ظهوره ثم يبرر استمراره، بقدر ما يتوفر له من اقتناع أفراد المجتمع بأنه يكفل لهم الحياة والأمن . فهذه هى منطقية وأخلاقية الوظيفة الاجتماعية إزاء جميع أفراد المجتمع.

لكن الذى حدث ويحدث فى معظم المجتمعات – وفى العراق خاصة – هو أن أغلبية الأفراد يفقدون بطريقة أو بأخرى معظم حقوقهم بدون ان يحصلوا فى المقابل على حق الحياة والحرية، ومن ثم ينحدر المجتمع والدولة بدلا من ان تتطور وترتقى ويضعف فيها شكل الانتماء ...

ان ما نجده فى العراق من ظاهرة انحدار الدولة من مهام حماية الحياة والأمن لافراد المجتمع إلى مهام القمع والقهر والإفقار، هى التى تسمى ظاهرة " انسلاخ الدولة"، ومن هنا يضعف الانتساب أو الانتماء ....

... وحتى تعيد الدولة شكل الانتماء عليها ان تبدأ بالمساواة وان تتصدى لعمليات النهب والسلب والخداع وظلم وقهر اغلب ابناء المجتمع دون الطبقة التى تدعوا الناس للتضحية والانتماء وهم يسرقون قوتهم فى وضح النهار .....

وللحديث بقية انشاء الله تعالى



إرسال تعليق

0 تعليقات