آخر الأخبار

مصر وآل البيت (2)








مصر وآل البيت (2)

محمود جابر


مصر فى حديث المصطفى وآل البيت

ذكر النبى صلى الله عليه وآله  مصر فى أحاديث كثيرة، وكان للمسلمين نسب وصهرا معها، وكان مصر حاضرة عند النبى ... وحاضرة عند الإمام أمير المؤمنين ع.

 نعم الإمام على صلوات ربى وسلامه عليه مدح مصر مدحا صريحا فى قوله :
كما ورد عن  أهل البيت (ع) حديث صحيح لعلي (ع) يفضل فيه مصر وأهلها على الشام وأهلها !
فقد روى الثقفى فى الغارات  عن جندب بن عبد الله قال : والله إنى لعند على (ع) جالس، اذ جاءه عبدالله بن قعين جد كعب يستصرخ من قبل محمد بن أبى بكر، وهو يومئذ أمير مصر ....... الحديث
حتى قال الإمام (ع) : عباد الله إن مصر أعظم من الشام خيرا، وخير أهلا، فلا تغلبوا على مصر فإن بقاء مصر فى أيديكم عز لكم ، وكبت لعدوكم . وهذا الحديث سوف نعود إليه لاحقا .

أما ما روى عن النبي صلى الله عليه وآله : فقد روى
الصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه
رواه الحاكم في المستدرك:4/448: «عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه ، عن رسول الله (ص) قال: ستكون فتنة أسلم الناس فيها ، أو قال لخير الناس فيها الجند الغربي ، فلذلك قدمت مصر . هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه». والطبراني في المعجم الأوسط:8/315، والكبير:8/315، وتاريخ البخاري الكبير:6/313 ، ومجمع الزوائد:5/281 ، وغيرها.
قال السيوطي في شرح مسلم:4/513: «روى الطبراني والحاكم وصححه ، عن عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله (ص) :تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي . قال ابن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر.
وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر ، وزاد فيه: وأنتم الجند الغربي ، فهذه منقبة لمصر في صدر الملة ، واستمرت قليلة الفتن معافاة طول الملة ، لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار ، وما زالت معدن العلم والدين ، ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة ومحط الرحال ، يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر».

وتفسير عمرو بن الحمق رضي الله عنه للجند الغربي بمصر بقوله:«ولذلك قدمت عليكم مصر» حجةٌ ، لأنه تفسير صحابيٍّ معاصر لصدور النص . ومعنى الحمِق: خفيف اللحية . وهو صحابي جليل يشبه أويساً القرني رضي الله عنهما ، فقد أخبر عنه النبي (ص) المسلمين قبل أن يسلم ، وبعث إليه سلامه ودعاه إلى الإسلام ، فأسلم وجاء إلى النبي (ص) .
أما حديثه في تفضيل مصر وجندها على الشام فلا يعجبهم ، لأن أهل مصر اعترضوا على عثمان وحاصروه !
وقد تبنى الأمويون قول كعب الأحبار في تفضيل الشام على العالمين !
**

أحاديث أخرى ومنها ما  روته المصادر حول مصر، وعقد لها ابن تغري فصلاً في كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (1/27).

واستوفاها السيوطي في كتابه: (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ).
وأشهرها ما رواه مسلم (7/190) عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال: «قال رسول الله (ص) :
 إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة ورحماً ، أو قال ذمة وصهراً فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها. قال: فرأيتُ عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة ، فخرجتُ منها ».

ومعناه أن النبي (ص) أخبر المسلمين بفتح مصر وأوصاهم بأهلها، وأوصى أبا ذر أن يغادرها إذا رأى نزاع رجلين من المسلمين على موضع منزل ، فلما رأى أبو ذر ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان على منزل ، غادرها .
وليس في هذا الحديث كبير مدح لأهل مصر إلا الوصية للفاتحين بأن لايظلموهم! وروي بألفاظ مثل: إذا ملكتم القبط فاستوصوا بهم . فاتقوا الله في القبط ، لاتأكلوهم أكل الخضر! (فتوح مصر/52).

ولفظ مصادرنا أبلغ:عن أم سلمة أنه (ص) قال: « الله في القبط ، فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله ». (وسائل الشيعة:11/101)
وارى أن ما ثبت من حديث عمرو بن الحمق الخزاعى كافي فى هذه المسالة ..
وللحديث بقية



إرسال تعليق

0 تعليقات