آخر الأخبار

الاستعمار الرقمى





الاستعمار الرقمى

د. محمد إبراهيم بسيوني
هناك نوعا آخر من الاستعمار حل مكان الاستعمار العسكري ألا وهو الاستعمار السياسي والثقافي، ولغة العلم، ومع الثورة الرقمية بداية القرن الحالي، صار هناك نهم كبير حول تجميع المعلومات والبيانات الشخصية والحكومية، وهو ما يمكن وصفه بالاستعمار الرقمي، كتجسيد لذلك.

بدأت الصين بحجب خدمات غوغل عبر شبكات شركات الاتصالات بأراضيها بعد أن مانعت غوغل في إعطاء الحكومة الصينية الولوج اللامشروط لمعلومات مواطنيها الذين يستخدمون خدمات غوغل، هذا المنع طال أيضا شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك وغيرها من المنصات الأمريكية، لذلك فإن شيطنة أمريكا فقط في هذا الموضوع بعد قرار المنع، وتقديس الشركات الصينية أمر غير صائب وغير منصف، فهي حرب رقمية، وكل طرف يدافع عن مكتسباته.
ويرجع بعض المحللون أن تصاعد مبيعات وهيمنة شركة هواوي الصينية على شبكات الاتصال من جهة، وتفوقها في تقنية الجيل الخامس من جهة أخرى هما أهم أسباب الإحترازات من الحكومة الأمريكية، وقد مُنِعت سابقا الشركات الصينية من ولوج سوق الاتصالات الأمريكية بدعوى أن أجهزتها تتنصت على المستخدمين لصالح الحكومة الصينية، وحاولت أمريكا أيضا دون جدوى أن تضغط على حلفائها كي ينضموا إلى حملة المنع. فتجاوز مبيعات شركة هواوي في سوق الهواتف المحمولة شركة آبل، وسيرها في طريق تجازو مبايعات شركة سامسونغ أيضا يثير الكثير من المخاوف الاقتصادية، لهذا فمن الطبيعي أن تحاول الحكومة الأمريكية حماية شركاتها التي تستفيد من قيمة الضرائب المفروضة عليها مباشرة.
يبقى السؤال الأهم إلى متى يبقى مستخدمو الانترنت رهينة لاحتكارات شركات معينة للمعلومة، وهل فعلا هناك شيء اسمه خصوصية في عالم الانترنت؟ وحدها الأيام كفيلة بمعرفتنا للإجابة، التي ستأتي أكيدا متأخرة.

عميد طب المنيا السابق





إرسال تعليق

0 تعليقات