الحرام..يوسف إدريس ..
سامح جمال
الحرام قد يكون بالإكراه أحيانا..والسبب"جدر
البطاطا..ياضنايا"..
(يانهار مش فايت ياوﻻد.. ابن
حرام..تعمل إيه ياحزين وتتصرف أزاي)..
هكذا كان رد فعل عبده حين وجد
اللقيط ملقيا على كومة قش ولم تقطع كلماته إلى كلمات عطية حين اقترب من الطفل وقال
ده مخنوق ياعبده ..ﻻزم
فكرى افندى ياخد خبر ..جاء فكرى افتدى مأمور الزراعية راكبا حماره وخلفه فلاحون
يهرولون ..نزل من حماره واخذ يقلب فى عقله صورا لكل نساء القرية ثم قال (هما
الغرابوه مفيش غيرهم وﻻد الكلب )..والغرابوه هم عمال
وعاملات الترحيلة الذين وفدوا الى القرية لتنقية دودة القطن ولهم عادات وتقاليد
تختلف كثيرا على عادات وتقاليد أهل القرية ..
وجمع فكرى افتدى كل حريم وبنات
الترحيلة عله يجد الجانية فلابد لأثار الوﻻدة أن
تظهر عليها ولكنه لم يفلح فى ذلك..
دخلت القرية خندق الشك حتى أن مسيحه
افندى الباشكاتب شك فى ابنته ليندا حين رآها تتوجع من بطنها ..كما ان محبوب بوسطجى
القرية أصر على انها زوجته فمن قبل قرأ خطابا لها أعطته له امرأة فى القرية لكنه
فطن الى خط زوجته الموجود على الغلاف.. هذا بخلاف الشك العام من أهل القرية فى
نبوية بائعة البيض..
مرت أيام والشك يملأ العقول
..حتى مر فكرى افندى وسط القطن ليجد "ضليلة"..من البوص تحتها سيدة شابة
لكنها نحيلة ﻻتتحرك
حتى انه وكزها بقدمه فلم تحرك ساكنا ..علم فكرى افندى من عرفة ريس اﻻنفار إنها
أم الوليد الميت..
نعم إنها عزيزة التى حكت قصتها
..وهى تتوجع..هى فعلا من الغرابوه لها بنتان وولد ..وزوجها مريض بالكبد وﻻيعمل
ويكاد اوﻻدها
يموتون جوعا..وطلب منها زوجها ان تاتى له بالبطاطا التى اشتهتها نفسه ..فشهية
الفقراء ﻻترقى
الى ماهو ابعد من اﻻشياء
الفقيرة امثالهم..
ذهبت عزيزة تحفر فى ارض الحاج
قمرين بحثا عن طلب زوجها وحبيبها فلايمكن ان ترد له طليا ..فاتى ابن قمرين وحفر
لها واخرج بعض حبات البطاطا..وولكنها وقعت فى الحفرة فوقع عليها فكان ماكان ..
مالت عزيزة برأسها المثقلة وهى
تقول جذر البطاطا هوالسبب ياضنايا..
لم يكن مصير عزيزة كشبيهاتها
ممن يقعون فى مثل هذه الخطيئة ..بل تعاطف معهااهل القرية ..حتى فكرى افندى ..ذاته
..اما ليندا فقد هربت مع احمد سلطان ..كاتب القرية مما دفع ابن فكرى افندى ان يترك
البلدة حزنا على ليندا..وتصالح البوسطجى مع زوجته البدينة التى كانت تطرحه ارضا
حين تغضب منه او من غيره ..زادت الحمى فى جسد عزيزة وﻻيستطيع
فكرى افندى ان يجلب لها الطبيب خوفا من سين وجيم ..ويوما بعد يوم تسوء حالتها وهى
تحت الضليلة..وفجأة قامت عزيزة مسرعة الى مكان وﻻدتها
واقاربها يهرولون خلفها ...ووقعت على كومة القش وكررت نفس عباراتها جدر البطاطا هو
السبب ياضنايا..وامسكت بقطعة الخشب التى وضعتها فى فمها اثناء الوﻻدة
..وضغطت عليها بقوة حتى ماتت..!!
عن قصة الحرام ليوسف ادريس
وقامت فاتن حمامة بتمثيل عزيزة فى فيلم الحرام إخراج بركات.
0 تعليقات