الحكومة وتجهيل الشعب العراقي
حيدر الإبراهيمي
الحكومة العراقية تتعمد تجهيل
الجماهير و تضليل الرأي العام بشأن العدوان على العراق و انتهاك سيادته.
سياسة تجهيل الجماهير و تضليل
الرأي العام و ما تصاحبها من إثارة الشكوك و تناقض المعلومات الهدف منها تغيير
قناعات الجماهير تدريجياً من دون مواجهة و لا استخدام القوة للإرغام بشكل تعسفي ،
و انما تزرع الجهل في عقول الجماهير بشكل حيرة بحيث لا تميز ماينفعها عما يضرها
فضلاً عن جهلها لثوابت الحقائق و التي هي من بديهيات العلم الآتي من تجارب بشرية
نوعية و تاريخ متراكم و هكذا تصبح الجماهير عاجزة عن اتخاذ اي قرار تائهة عن قادتها
الواعين مستسلمة لقادة مزيفين ، و نرى اليوم المشهد العراقي حيث الجماهير في جدل
مستمر و آراء متضاربة بشأن عدوان واضح على تراب الوطن و عزة الأمة و انتهاك صريح
صارخ لسيادة العراق ، و من قبلها بشهر كذلك الجدل حول عازفة الكمان في كربلاء
المقدسة و سيل من السباب و الشتائم بين المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي و
مقارنة قدسية كربلاء الحسين بأفعال الفاسدين و في الحقيقة لا علاقة للفساد بقدسية
مدينة مقدسة حتى ان العازفة عندما علمت بقدسية المدينة اتخذت قراراً بلبس حجاب
فكانت أكثر وعياً و احتراماً للقدسية من كثير أهالي كربلاء و السبب كان واضح
فالتقصير كان في المرجعية العليا و أذرعها في كربلاء و التي مارست التجهيل بالسكوت
كما تمارسه الآن الحكومة العراقية اتجاه العدوان ، فمع وضوح العدوان فقد جعلت
الحكومة الفاشلة ذات مراكز القوى و أقطاب القرار المتعدد بصمتها الجماهير في حيرة
و آراء متضاربة و الحكومة مستفيدة من هذه الفوضى من جانبين:
الأول
عدم قدرتها على رد العدوان و هذا السجال و الجدال بين الجماهير هو مشروع تعتيم
يغطي بيان عجزها عن الرد او اتخاذ اي قرار .
الثاني
إبعاد الجماهير أكثر و أكثر عن الالتفات الى فشل الحكومة في كل المجالات و أهمها
البناء و محاربة الفساد .
و حرياً بِنَا ان نذكر هنا ما
جاء في زيارة الأربعين حول التجهيل ، فقد ورد :
و منح النصح و بذل مهجته فيك
لينقذ عبادك من الجهالة و حيرة الضلالة و قد توازر عليه من غرته الدنيا و باع حظه
بالأرذل الأدنى .
إذن حتى الأنبياء و الأئمة
الأوصياء غايتهم استنقاذ الناس من الجهل و الضلالة التي تزرع الشك و الحيرة في
نفوسهم و تمنعهم من التمييز بين الضار و النافع .
و مع الأسف نسمع من وسائل الإعلام
ان المرجعية العليا متأنية و سوف تتخذ قراراً في الجمعة القادمة عن طريق أذرعها في
خطبة كربلاء ، و تعليقي :
هل هذا معقول أم هو تجهيل أخر
للجماهير على أمر مصيري للأمة .
0 تعليقات