خارطة الولاية.... والثبات
عز الدين البغدادي
عبارة تتردد كثيرا على ألسنة
المؤمنين الطيبين عندما ينهئ بعضهم بعضا ويقول: ثابت ان شاء الله على الولاية.
وهنا اريد ان اقف عند مفهوم
الولاية كما فهمها آل البيت (ع)، والتي حددتها الروايات عنهم، فهي ليست انتماء
مذهبيا، بل موقف ووعي وسلوك.
حيث قال الامام الباقر (ع)
لأحد اصحابه: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما
شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه.
ثم يصف الشيعة فيقول: وما
كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم
والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين
والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا امناء
عشائرهم في الأشياء.
واضاف: فلو أن رجلا قال: إني
أحب رسول الله ص) ورسول الله خير من علي (ع) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما
نفعه حبه إياه شيئا.
وعندما قال أبو الصباح الكناني
لأبي عبد الله الصادق (ع): ما أشد ما نلقى من الناس فيك؟! لا يزال يكون بيننا وبين
الرجل كلام فيقول: جعفري خبيث، فقال الصادق (ع): ويعيّركم الناس بي؟ فقال: نعم،
قال: فقال: ما أقل والله من يتبع جعفرا منكم، إنما أصحابي من اشتد ورعه، وعمل
لخالقه، ورجا ثوابه، فهؤلاء أصحابي.
عندماا نعرف معنى ولاية آل
البيت، يمكن أن ندعو بالثبات لمن تحققت فيه، وأما من لم يتحقّق فيه هذا الوصف
فعليه أن يدعو الله أن يجعله على الولاية لا أن يثبته عليها.
نحن نعيش حالة من الوهم، الدين
لا يأمر وحاشا أن يأمر بالضعف والخور، دين محمد (ص) دين العزة والكرامة والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر وهو نهج آل بيته (ع) لكن فهمنا للدين (وهذه هي النقطة
المهمة) هي التي جعلتنا نعيش حالة الضعف والسكوت عن الفساد وجعلتنا لا نرى تناقضا
بين كوننا على ولاية علي (ع) وعلى ولاية الحسين (ع) ونحن نسكت على الظلم بل وندافع
عنه بحجة أن الذين يسرقوننا هم شيعة لذا فعلينا ان نسكت.
بمجرد النظر الى هذه المفارقة
سنستطيع ان نحدد فعلا ما اذا كنا موجودين فعلا على خارطة الولاية قبل ان ندعو
بالثبات عليها.
0 تعليقات