شعبان بى مخ والعملية أجاكس
وفى ذكرى العملية أجاكس والانقلاب على حكومة الدكتور مصدق
شعبان الجعفرى ( شعبان بى مخ )
أو شعبان بدون مخ بالفارسي،كما أطلقت عليه الجماهير .
كان آلة تخريب ضخمة وفعاله ، شهرته
جاءت بعد نجاح الدكتور مصدق فى تأميم البترول الايرانى فى عبدان فى الخمسينات ، ولاءه
للملالى كان غير محدود ، استخدمته القوى الدينية الموالية للشاه وقتها، مع الشاه
خوفاً من المد اليسارى وحزب توده الايرانى والذى كان يؤيد رئيس الوزراء المنتخب ،
رغم ان الدكتور مصدق ذاته لم يكن أبداً من اليسار ايديولوجياً، تحالف الشاه مع
الملالى وقتها ، واستخدم كيرميت روزفلت القوى التى تتحكم دينياً فى الشارع ومنها
آية الله كاشانى رغم انه فى البداية كان مؤيداً لمصدق ، قاد الجعفرى مظاهرات
واضطرابات فى ايران أطاحت بالدكتور مصدق فيما عرف لاحقاً بالعملية آجاكس وعاد
الشاه بعد ان كان يعد العدة للهرب خارج البلاد .
العملية آجاكس كانت (
بروتوتايب ) أو نموذجاً أوليا لاستخدام الإسلام السياسى ، والقوى الرجعية لتحقيق
التمدد الامبريالي بأقل كلفة ومن الداخل ربما
كان لظهور منظرين فكريين اسلاميين تقدميين ، أمثال الدكتور على شريعتى لاحقاً
الفضل فى اعادة استقامة البوصلة الوطنية بعد انحرافها وسحب البساط الجماهيرى من
حزب تودة .
بعد الإطاحة به ، تم ألقاء
القبض على الدكتور مصدق وكاد الشاه ان يحكم عليه بالاعدام لولا ضغط الدول التى
إعادته على عرش الطاووس ، فأجبرته على الاكتفاء بتحديد إقامة الدكتور.
شعبان الجعفرى كان رياضيا وبطل
رفع اثقال وهو نموذج للفئات التى تجندها قوى الاسلام السياسى ، ذكاء محدود ، ولاء
لاى حراك يرتدى أقنعة الدين ، وعقل متلقى يتحول لآلة قتل عملاقة وآلة تخريب غير
محدودة حين يتم تكليفه بهذا حتى ولو على حساب الوطن .
توفى الجعفرى لاحقاً فى امريكا
حيث نال حق اللجوء وهاجر اليها بعد الأحداث .
0 تعليقات