المكينة
الإعلامية والمشاريع الشيطانية
د. محمد إبراهيم بسيونى
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تفعيل ماكينة الإعلام في
البلاد العربية بأموال عربية صرفة وساعدها جهل الكثير، حتى من كبار المفكرين،
وكذلك انصياع بعض الحكام عندنا. وزير خارجية بريطانيا الأسبق قال أن أمريكا تقود
حملة لإقناع العالم بوجود جيش شيطاني، وهي تفعل الآن بداعش.
كثير من الذين يعملون في الفضائيات العربية لا يعرفون أنهم
تروس بماكينة الإعلام التي تجتمع خيوطها خارج حدود العرب وتهدف لتمزيقهم. لو
تلاحظون أن موجة مسلم وقبطي، كانت قد اشتعلت إعلاميا من سنة ٢٠٠٠ بل تم فتح
فضائيات لها موجهة لمصر بالذات، وانخرط بها شيوخ وقساوسة عندنا.
نلاحظ أيضا أن
موجة شيعي وسني، اشتعلت السنين الأخيرة لتحل محل مسلم ومسيحي، وهذا يخدم اتفاق
النووي الإيراني والذي به أخذت العراق وسوريا.
منذ بداية الربيع العربي
قام الإعلام بعدة أدوار، حين تجميعها نجد صورة هدم ممنهج حيث بدأ بالدعوة للحرية
ثم الجهاد ثم تسليط الضوء على داعش.
أحد أهم طرق الترويج لفكرة ما، مهاجمتها ما يجعل الجموع
تتفاعل معها ويدفع فئه اجتماعية معينة للدفاع عنها، هو ما فعلته مكينة الإعلام مع
داعش.
المطلع على أحداث
سوريا أو العراق أو اليمن، يعرف داعش ومن قبلها القاعدة، فقاقيع ليس لها حاضنات
شعبية، وأن الأجواء دفعت كثير لحمل السلاح. فمن يحمل السلاح في سوريا والعراق
واليمن وأفغانستان، باسم القاعدة وداعش قلائل، والأكثرية لأسباب غير هذه، الجماعات
التي ضخمها الإعلام.
يكفى لفهم حقيقة
ماكينة الإعلام الأمريكي ان يراجع أي شخص ذاكرته أخر عشر سنوات فقط وسيلاحظ حجم
المتناقضات التي حملها خطاب الإعلام المصري والعربي وما أدت اليه.
عميد طب المنيا السابق
0 تعليقات