آخر الأخبار

الفتوة في القرآن (10)








الفتوة في القرآن (10)
دراسة مقارنة لمعنى الفتى ومشتقاتها في ضوء القرآن الكريم

صبيح البخاتى

قصة موسى والعبد الصالح ( القسم الأول )

الآيات ٦٠ / ٦٢ من سورة الكهف
(( وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح ..
(( فلما جاوزا قال لفتاه أتنا غدائنا ..
تكرار مفردة ((الفتى )) لرفيق درب موسى وساعده الأيمن الذي يعتمد عليه ويثق به تأكيداً واضحا لصفات الفتوة والشهامة والشجاعة وغيرها وان ذلك أيضا يقطع جميع الشكوك والأقوال التي نفت كونه وصيه ( يوشع بن نون ) ونعتبره دليلا للرد عليها وكونه هو نفسه وصيه لا غير
كما أن موسى هو النبي موسى بن عمران لا غيره كما ادعى البعض وهو يناسب السياق القرآني الذي فهم منه سيد قطب في ظلاله ما نصه : ونفهم من سياق القصة ان النبي موسى والهدف من رحلته هذه التي اعتزمها
فهو يعلن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة ومهما يكن الزمن (أو امضي حقبا ) والحقب قيل عام وقيل ثمانون عام وعلى اَي حال فهو تعبير عن التصميم لا على المدة .
والأرجح كذلك ان هذا الحوت كان مشويا وان إحياءه واتخاذه سبيله في البحر عجبا كان ذلك آية من آيات الله لموسى ليعرف بها موعده بدليل تعجب فتاه من اتخاذه سبيله في البحر ولو كان انه سقط منه فغاص في البحر ما كان في هذا عجبا ويرجح هذا الوجه ان الرحلة كانت كلها مفاجآت غيبية وهذه إحداها
ويبدو لي ان سيد قطب كان محقا حينما رجح كون الحوت مشويا ويعزز ذلك قوله : (( آتنا غدائنا )) فانه ماكان جاهزا للأكل
وان لحادثة الحوت أهمية كبيرة لما فيها من الإعجاز والتعجب وكونها تأتي مقدمة للقاء موسى والعبد الصالح عند مجمع البحرين ، ثم يضيف سيد ان اللقاء هو من الأسرار بينه وبين ربه ولم يعلم بها حتى فتاه ثم بعد ذلك يتفرد العبد الصالح والنبي موسى في حوادث ومشاهد مثيرة
كما ان السيوطي والمحلي في تفسير الجلالين يؤكدان موسى هو بن عمران أيضا وفتاه الذي يتبعه ويخدمه ويأخذ عنه العلم بمقولة (( لا أبرح )) لا أزال أسير معك ((حتى ابلغ مجمع البحرين ))
وهو ملتقى بحر الروم وبحر فارس مما يلي المشرق اَي المكان الجامع لذلك (( او امضي حقبا )) اَي دهرا طويلا في بلوغه
(( فلما بلغ مجمع بينهما ))بين البحرين (( نسي حوتهما )) نسي يوشع حمله عند الرحيل ونسي موسى تذكيره
ويحتمل احد العلماء كون العبد الصالح هو الخضر ويؤكد احتماله كونه نبيا ، ويرى ان فتى موسى هو يوشع بن نون وأنه يده اليمنى وأخلص الناس إليه وهو جدير بهذه المنزلة
بينما يرى السيد الطبطبائي :
ان نسيان الحوت إنما هو نسيان لحال الحوت وليس الحوت نفسه ونسى ولم يذكر حال الحوت وقصته ولم يذكرها الى موسى وما إنساني ذكر حال الحوت وقصتها التي شاهدها منه الى موسى الا الشيطان
ثم يضيف : ذلك الذي وقع من أمر الحوت هو الذي كنا نطلبه
ويكشف ان موسى كان مأمورا من الوحي ان يلتقي العالم عند مجمع البحرين كان علامة ذلك ما وقع من امر الحوت ولذلك لما سمع من فتاه امر الحوت قال ما قال :
(( قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا ))
انتظروني في تكملة القصة في حلقة جديدة



إرسال تعليق

0 تعليقات