المختار الثقفي فى السيرة والتاريخ (10)
#المختار الثقفي غطاء العباءة
العلوية ومعرفة الغيب !
قلنا في مقال سابق إن أردت
معرفة المختار وحقيقة قيامه فما عليك إلا إماطة اللثام عن صندوقه #الأسود!!
وهو محمد بن الحنفية، فالعباءة
التي لبسها الثقفي ليست عباءة ثقيف بل عباءة علوية بعد الاتفاق مع ابن الحنفية
وهذا القيام الثوري، وهو لم يعتمد على هذه العباءة فحسب لكسب الأنصار من أتباع آل
علي(ع) بل اعتمد على خطبه البيانية ذات السجع المؤثر في نفسية المتلقي ومع ما له
من كرازما فقد اكتملت حلقات النجاح وختمها بالانباءات الغيبية،
فقد تكهن بأكثر من موضع ومكان
بحوادث مستقبلية وقد تحققت بشكل ملفت وهذا مما جعل خصومه يرموه بالتكهن والشعوذة
والسحر بل وادعاء النبوة،
واقعا الرجل لم يدع هذه القضية
قضية النبوة وهو بعيد من الكهانة والشعوذة #ولكن ما جعل الناس تظن به هذه الظنون
مجموعة من الاخبارات الغيبية التي تحققت، استثمر هذا الاعتقاد أو لم يستثمره لم
تبين لنا المصادر ذلك، ومن هذه الأخبار الغيبية ما #ذكر الدينوري في (الاخبار
الطوال) محاورة جرت بين المختار وقائد الجيش إبراهيم بن مالك الاشتر ، قال فيها
المختار #أيها الرجل إنما هو أنا وأنت فسر إليهم فوالله لتقتلن الفاسق عبيد الله
بن زياد ولتقتلن الحصين بن نمير وليهزمن الله بك ذلك الجيش ،اخبرني بذلك من قرأ
الكتب وعرف الملاحم #انتهى.
وراء هذا الأخبار أو غيره
شخصية لها معرفة واطلاع على واقع الملاحم والفتن، ولم أجد غير ميثم التمار المقرب
من الإمام علي(ع) ولشدة قربه وتعلقه وتيقنه اخبره الإمام (ع) بنهايته وجذع النخلة،
بل واخبره بعدة اخبارات أخرى ومنها
ماذا يجري في الزمن القريب
والبعيد،
ولم تقتصر اهتمامات الإمام (ع)
وهذه الشخصية بل كانت محل اهتمام النبي(ص) وهو لم يره كما يظهر من خبر أم سلمة حيث
#حج في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة - رضي الله عنها - فقالت له: من أنت؟
قال: عراقي. فاستنسبته فذكر لها أنه مولى علي بن أبي طالب.
فقالت: أنت هيثم؟ قال: بل أنا
ميثم. فقالت: سبحان الله، والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بك
عليا في جوف الليل. فسألها عن الحسين بن علي، فقالت: هو في حائط له. قال: أخبريه
أني قد أحببت السلام عليه، ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله ولا أقدر
اليوم على لقائه وأريد الرجوع.......) ابن أبي الحديد ج٢ ص٢٩٢
هذه التفاصيل وغيرها يذكرها
ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة ج٦ص٢٥٠/
نعم ذكرنا سابقا بان ميثم
والمختار كانا في الحبس معا وقد سمع المختار جملة من هذه المغيبات من فم ميثم
التمار، ومنها على ما ذكرنا #وحبس معه المختار بن عبيد فقال ميثم للمختار إنك
ستفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين فتقتل هذا الذي يريد أن يقتلك #وماذكره ابن أبي
الحديد في شرح النهج /- ج ٢ - الصفحة ٢٩١/عن كتاب الغارات /
#فحبسه وحبس معه المختار بن
أبي عبيد الثقفي فقال ميثم للمختار وهما في حبس ابن زياد: إنك تفلت وتخرج ثائرا
بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الجبار الذي نحن في حبسه وتطأ بقدمك هذا على
جبهته وخديه !
ولذا ذكر الطوسي في الامالي #وبعث
ابن الأشتر برأس ابن زياد إلى المختار وأعيان من كان معه، فقدم بالرؤوس والمختار
يتغدى، فألقيت بين يديه، فقال: الحمد لله رب العالمين، وضع رأس الحسين بن علي (ع)
بين يدي ابن زياد (لع) وهو يتغدى، وأتيت برأس ابن زياد وأنا أتغدى......... فلما
فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله ثم رمى بها إلى مولى له وقال:
اغسلها فإني وضعتها على وجه نجس كافر #انتهى
#المرجعية الدينية للمختار
الثقفي
أطبقت مصادر العامة والخاصة
على أن مرجعية المختار الثقفي، الدينية السياسية في حركته هي بالأصل وكما هو مدون
تاريخا لمحمد بن الحنفية، وأما ما قيل كون المختار قد اخذ الإذن من الإمام زين
العابدين علي بن الحسين(ع) فهذا القول لم يقم عليه دليل #ظاهر سوى بعض المحتملات
والتبرعات التي لم يعضدها مستند متين،
ومن هنا كان ولزما علينا البحث
عن شخصية هذه المرجعية الدينية بما أمكن وفقا للمصادر المتاحة،
وعلى ضوء هذا البحث عن المرجع
الديني شخصا وفكرا وتوجها واعتقادا يمكن معرفة الواجهة التي مثلته على المستويين
الديني والسياسي الميداني،
لذا نسترعي الانتباه وهذا
البحث المختصر الذي وقع على نحو الاستدراك لمعرفة الصندوق الأسود كما ذكرت ذلك
مرارا وتكرارا،
#مقدمات علمية للمرجعية
الدينية !
عن أبي عبد الله (ع) قال : كل
راية ترفع قبل قيام القائم ( ع ) فصاحبها طاغوت / الغيبة للنعماني /115/
وعنه أيضا ( ع) قال: كل راية
ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله عز وجل )./الكافي - الشيخ
الكليني -/ج 8 - ص 295 /
هذه الروايات تدل على أن كل
راية على #الإطلاق ترفع قبل القائم هي راية ضلال وصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله،
لا يُستثنى من هذا الحكم غير راية القائم فقط،
وعلى ضوء هذا الفهم تبنى
السادة الإخبارية نظرية #الانتظار
انتظار الإمام المهدي(ع) عملا
بتوصيات أبائه وأجداده كونوا #احلاس بيوتكم وروايات اسكنوا ما سكنت السماء ( وهو
رمز الصيحة ) والأرض ( وهو رمز على عدم خروج السفياني) كما ورد في الأخبار فإذا
ظهر ف هلموا أو أنهدوا إلينا ولو حبوا على الثلج،
وفي قبال هذه النظرية نظرية
الاتجاه الأصولي الذي تبنى هذا الاتجاه العمل السياسي الحركي منذ بزوغ نجم المحقق
عبد العال الكركي وليس انتهاءا بالسيدين الصدرين ومن قبلهما السيد الخميني، حيث
تحركوا خلاف نظرية الانتظار #السلبي
الذي أضاع الشيعة لقرون
متطاولة،
وهذا الاتجاه هو ظاهر حركة
اليماني فهو بالتالي صاحب راية أو دعوة تكون مقدمة للظهور الشريف،
وهي من أهدى الرايات التي يكون
لها حضور في الساحتين الإسلامية والشيعية في العراق على وجه العموم وفي الكوفة على
وجه الخصوص، وقد يتوهم التعارض تعارض الأحاديث أعلاه وراية اليماني وهو من
التعارضات الموهومة بأدنى تأمل، فقد افترض الاتجاه الإخباري كون راية اليماني هي
نفسها راية الإمام المهدي(ع) تفاديا من إحراج حديث كل راية ترفع قبل القائم
فصاحبها طاغوت،
وحسب حدود فهمي بان هذا
الافتراض لم ينص عليه الدليل بل الدليل على عكسه #أدل على ما سوف تعرف فأنتظر،
#راية الطاغوت وراية الفقيه !
بينما عرفنا سابقا، وفقا
للروايات بأن كل راية ترفع فصحابها طاغوت، ولو تراجع لجذر ( ط غ ى ) فهو واضح
المعنى ولا يحتاج إلى مزيد شرح وعناء، وهذه الرواية اصطدمت برواية أن لليماني راية
وتفص الاتجاه الإخباري بوحدة الراية دفعا للإحراج والمحذور، بينما ذهب الاتجاه
الأصولي إلى فذلكة أكثر علمية وأدق فهما للتحاش من التصادم لا مع روايات وراية
اليماني #بل الاصطدام وراية الفقيه فيما لو أعلن الحكومة الإسلامية كما في إيران
وجمهوريتها الإسلامية،
ولذا ذهب فقهاء الدين والسياسة
إلى أن الطاغوت المقصود في رواية الإمام (ع) هو من جعل نفسه ورايته في قبال نفس
وراية المعصوم(ع) بينما لم نجد فقيها اتخذ هذا المسلك المفضي إلى سقوط عدالته
وبالتالي حاكميته،
وعليه فإن راية الفقيه تقع أو
وقعت في طول راية المعصوم(ع) وبهذه الفذلكة العقلية الأصولية والتخريجة الصناعية أقيمت
الجمهورية عند جماعة وتأمل جماعة آخرون وهذه الرغبات، ووفق هذا التقرير فلا معنى
وان تكون راية اليماني وراية المعصوم(ع) في عرض واحد بل بينهما طولية،
وعند مراجعتنا للروايات نجد أن
لليماني راية وللمهدي(ع) راية أخرى ورايته عندما ينشرها يلعناها أهل المشرق وأهل
المغرب كما هو صريح بعض الأخبار #أخبار الباب،
وبعد هذا التقريب الروائي
الأصولي الفقهي،
يمكن البحث عن راية المختار
والتي أعلنها بشكل صريح ومرجعيتها آل علي ( عليه صلوات الله )
غير أننا لابد من معرفة من يمثل
راية آل علي هل هو عبيد الله بن علي بن أبي طالب المقتول في معسكر الزبير !
أم محمد بن الحنفية أم علي بن
الحسين(ع)
والبحث في هذه الجزئية هو معقد
الاستدراك !
0 تعليقات