آخر الأخبار

المختار الثقفي فى السيرة والتاريخ (9)





المختار الثقفي فى السيرة والتاريخ (9)





على الأصولي

المختار الثقفي ورأي مشهور العلماء،
وفي المختار أقوال ثلاثة :
المدح وهو للمشهور،
والقدح وهم لبعض العلماء
والتحفظ وهو للعلامة المجلسي وغيره،

وما يهمنا رأي المشهور في هذا المقام، فقد قال المحقق الخوئي : يكفي في حسن حال المختار إدخاله السرور في قلوب أهل البيت عليهم السلام بقتله قتلة الحسين عليه السلام وهذه خدمة عظيمة لأهل البيت عليهم السلام يستحق بها الجزاء من قبلهم أفهل يحتمل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام يغضون النظر عن ذلك وهم معدن الكرم والإحسان .

وهذا محمد بن الحنفية بينما هو جالس في نفر من الشيعة وهو يعتب على المختار في تأخير قتله عمر بن سعد فما تم كلامه إلا والرأس عنده فخرّ ساجداً وبسط كفيه وقال : اللهم لا تنسى هذا اليوم للمختار وأجزاه عن أهل بيت نبيك محمد خير الجزاء فوالله ماعلى المختار بعد هذا من عتب… ( معجم رجال الحديث 18 : 100 ).
وهذا الكلام يتفق مع رأي الشيخ عباس القمي في كتابه وقايع الأيام ، ومثله للعلامة النمازي في مستدركات علم الرجال والشيخ الاميني في غديره.
وفيه : أن ملاك إدخال السرور لترجيح التمسك بحسن سيرة المختار غريب صدوره من المحقق السيد الخوئي لان الله ينتصر لدينه بالرجل الفاسق أو الفاجر كما في الأثر،
من قبيل سلط الله الظالم على الظالم،
والاستشهاد بدعاء ابن الحنفية لا يفيد بالمقام بلحاظ عدم عصمته وعدم حجيته،
وقال : المامقاني، ولا إشكال في إسلامه بل كونه إمامي المذهب بل الظاهر اتفاق الخاصة والعامة عليه بل الحق انه كان يقول بإمامة مولانا السجاد عليه السلام فتلخص من جميع ماذكرنا أن الرجل إمامي المذهب فان سلطنته برخصة الإمام وان وثاقته غير ثابتة نعم هو ممدوح مدحا مدرجا له في الحسان ( تنقيح المقال : 3 : 206 )
وفيه إننا لم نبحث في إسلامه أو عقيدته وكونه من الإمامية أم لا ، وأما قصة سلطنته بإذن الإمام السجاد(ع) لم يقم عليها دليل ظاهر إلا ببعض التقريبات على نحو المحتملات،




إذا تنزلنا جدلا وقلنا ان هناك تعارض بين الروايات فإن كان غير مستقر فنحن والجمع العرفي الدلالي،
وان كان هذا التعارض مستقر، فتسقط الروايات رأسا على عقب، فلا حجية لطائفة من الروايات على الأخرى، ونبقى نحن وما صح من التاريخ،
إلا أن المشكلة الرئيسية في التاريخ بأنه صدر بأقلام غير إمامية ولا نعرف حال المختار على نحو الدقة فلم يبقى أمامنا سوى التوقف والاحتياط فلا نمدح الرجل ولا نذمه بحال من الأحوال،
نعم إننا لو نظرنا إلى تقييمات علماء أهل السنة بشخصية المختار فإننا سوف نجد بوضوح تام تقيمات سلبية جدا ولا يعول عليه ونحو ذلك،
وعلى ضوء هذه التقيمات السنية للرجل وكونه بخانة المذمومين فهل نطبق كبرى الرشد في خلافهم
ونعتبر المختار من الممدوحين خلافا لعلماء السنة !
ويقال هنا ممكن إجراء هذه الكبرى بشرط تعمييم الرشد في خلافهم للمسائل التاريخية وحال الرواة والشخصيات
وعلى كل حال هذه فروض وكما قلنا أعلاه بعد التنزل جدلا،
ولا يقال بان المختار انتفض بلا إذن معصومي ظاهر،
لأنه قلنا في هذه السلسلة البحثية لا تحتاج الثورات أكثر من عدم المعارضة الواضحة من المعصوم،
بتعبير آخر : شرعية الثورة مشروطة بعدم المعارضة من المعصوم ولا تحتاج إلى شرطية الموافقة الصريحة؛ وعلى كل حال وبعد هذه الجولة في الأوراق البحثية وسلسلة التأملات في السيرة والتاريخ بحثا وتقيما
للشخصية المثيرة للجدل المختار الثقفي،
إذ قد بحث حول هذه الشخصية بالتاريخ والفقه والدراية والمشهور فلا يسعني إلا الاحتياط والتوقف في إبداء الرأي
النهائي حول شخصية المختار الثقفي،
والله العالم بحقائق الأمور
واستغفر الله ربي وأتوب إليه





إرسال تعليق

0 تعليقات