آخر الأخبار

تأملات في حديث حول الإمام المهدي (عج) [4]





تأملات في حديث حول الإمام المهدي (عج) [4]



علاء الموسوي الواسطى

المبحث الرابع: كلمة يخرج وهذه الكلمة تحتمل أمرين كل منهما قال به جمع من المسلمين وهما:
الأول: ذهب علماء ومحدثي المذاهب الإسلامية إلى أن الإمام المهدي (عج) رجل يولد في أخر الزمان ويرجع نسبه إلى الإمام الحسين ع فاثبتوا الانتساب ونفوا الولادة .

الثاني: ذهب علماء ومحدثي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) إلى أن الإمام المهدي(عج) هو محمد بن الحسن العسكري (عليهما السلام) المولود في الخامس عشر من شعبان المعظم لسنة 255 للهجرة في سامراء العراق فيكون عراقي الجنسية ومن أبوين عراقيين وفق النظم الحديثة.

إذن جميع المسلمين متفقون على أصل وجود مصلح عالمي من ذرية الرسول الأكرم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ولكن يختلفون في انه ولد وهو غائب في زماننا الحاضر أم انه يولد في أخر الزمان, والصحيح هو رأي علماء مذهب أهل البيت(عليهم السلام) بأدلة عدة منها:
الأول: حديث الثقلين حيث قال النبي ص:( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) ومنه يتبين ضرورة وجود معصوم إلى قيام الساعة فإذا ضممنا لها ان خلفاء النبي (12) كلهم من قريش يثبت ان الإمام الثاني عشر لا زال حياً وهو المطلوب.

الثاني: قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ التوبة: 119، وتقريب الاستدلال بالآية: أنها ظاهرة بوجوب الكون مع الصادقين ومشايعتهم في أقوالهم وأفعالهم, والخطاب الإلهي جار في جميع المؤمنين في سائر الأزمنة والأمكنة، فلابد في كل زمان من وجود صادق يجب أتباعه، وليس المراد بالصادق صادقاً ما وإلا لزم وجوب متابعة كل صادق وهو باطل إجماعا، بل المقصود بالآية الكريمة الصادق في جميع أقواله وأفعاله وهو المعصوم، فيلزم وجود المعصوم في كل زمان ووجوب متابعته، وهذا ما ذكره الفخر الرازي في تفسيره وهو احد أهم علماء العامة.
الثالث: ان عند المسلمين كافة من الروايات التي تدل على العقيدة المهدوية في مختلف تفاصيلها عشرات الآلاف من الروايات والقسم الأكبر منها وارد عن النبي وأئمة أهل البيت صلوات الله عليهم وهي تثبت بما لا يقبل الشك صحة هذه العقيدة بتفاصيلها .
وفي محل الخلاف بالخصوص وهو مولد الإمام المهدي (عج) يوجد ما يلي:

أ‌- الروايات التي ذكرت نسبه الشريف وإنه ابن أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السلام) وعددها (146) رواية.

ب‌- الروايات التي ذكرت انه الثاني عشر من الأئمة وعددها (136)رواية.

ت‌- الروايات التي ذكرت ولادته الشريفة وعددها (214) رواية.

ث‌- الروايات التي ذكرت ان له غيبة طويلة او غيبتان وعددها (101) رواية.

ج‌- الروايات التي ذكرت ان عمره الشريف طويل جدا (318) رواية.

وفي هذا الدليل لا نحتاج إلى إثبات عصمة الإمام بل يكفي أنهم في أعلى درجات الوثاقة والنزاهة لقبول قولهم.

تتبعها الحلقة الخامسة والأخيرة

تأملات في حديث حول الإمام المهدي (عج) [3]



إرسال تعليق

0 تعليقات