المختار الثقفي فى السيرة والتاريخ (11)
المرجعية الدينية للمختار الثقفي
أطبقت مصادر العامة والخاصة على ان مرجعية المختار الثقفي، الدينية السياسية في حركته هي بالأصل وكما هو مدون
تاريخا لمحمد بن الحنفية، وأما ما قيل كون المختار قد اخذ الإذن من الإمام زين
العابدين علي بن الحسين(ع) فهذا القول لم يقم عليه دليل ظاهر سوى بعض المحتملات
والتبرعات التي لم يعضدها مستند متين،
ومن هنا كان ولزما علينا البحث
عن شخصية هذه المرجعية الدينية بما أمكن وفقا للمصادر المتاحة،
وعلى ضوء هذا البحث عن المرجع
الديني شخصا وفكرا وتوجها واعتقادا يمكن معرفة الواجهة التي مثلته على المستويين
الديني والسياسي الميداني،
لذا نسترعي الانتباه وهذا
البحث المختصر الذي وقع على نحو الاستدراك لمعرفة الصندوق الأسود كما ذكرت ذلك
مرارا وتكرارا،
مقدمات علمية للمرجعية الدينية
!
عن أبي عبد الله (ع) قال : كل
راية ترفع قبل قيام القائم ( ع ) فصاحبها طاغوت / الغيبة للنعماني /115/
( عنه ايضا ( ع) قال: كل راية
ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله عز وجل )./الكافي - الشيخ
الكليني -/ج 8 - ص 295 /
هذه الروايات تدل على أن كل
راية على الإطلاق ترفع قبل القائم هي راية ضلال وصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله،
لا يُستثنى من هذا الحكم غير راية القائم فقط،
وعلى ضوء هذا الفهم تبنى
السادة الإخبارية نظرية الانتظار
انتظار الإمام المهدي(ع) عملا
بتوصيات آباءه وأجداده كونوا احلاس بيوتكم وروايات اسكنوا ما سكنت السماء ( وهو
رمز الصيحة ) والأرض ( وهو رمز على عدم خروج السفياني) كما ورد في الأخبار فاذا
ظهر ف هلموا أو انهدوا إلينا ولو حبوا على الثلج،
وفي قبال هذه النظرية نظرية
الاتجاه الأصولي الذي تبنى هذا الاتجاه العمل السياسي الحركي منذ بزوغ نجم المحقق
عبد العال الكركي وليس انتهاءا بالسيدين الصدرين ومن قبلهما السيد الخميني، حيث
تحركوا خلاف نظرية الانتظار السلبي
الذي اضاع الشيعة لقرون
متطاولة،
وهذا الاتجاه هو ظاهر حركة
اليماني فهو بالتالي صاحب راية او دعوة تكون مقدمة للظهور الشريف،
وهي من أهدى الرايات التي يكون
لها حضور في الساحتين الإسلامية والشيعية في العراق على وجه العموم وفي الكوفة على
وجه الخصوص، وقد يتوهم التعارض تعارض الأحاديث أعلاه وراية اليماني وهو من
التعارضات الموهومة بأدنى تأمل، فقد افترض الاتجاه الإخباري كون راية اليماني هي
نفسها راية الإمام المهدي(ع) تفاديا من إحراج حديث كل راية ترفع قبل القائم
فصاحبها طاغوت،
وحسب حدود فهمي بان هذا
الافتراض لم ينص عليه الدليل بل الدليل على عكسه أدل على ما سوف تعرف فأنتظر،
راية الطاغوت وراية الفقيه !
بينما عرفنا سابقا، وفقا
للروايات بإن كل راية ترفع فصحابها طاغوت، ولو تراجع لجذر ( ط غ ى ) فهو واضح
المعنى ولا يحتاج الى مزيد شرح وعناء، وهذه الرواية اصطدمت برواية ان لليماني راية
وتفص الاتجاه الإخباري بوحدة الراية دفعا للإحراج والمحذور، بينما ذهب الاتجاه
الأصولي الى فذلكة أكثر علمية وأدق فهما للتحاش من التصادم لا مع روايات وراية
اليماني بل الاصطدام وراية الفقيه فيما لو أعلن الحكومة الإسلامية كما في إيران
وجمهوريتها الإسلامية،
ولذا ذهب فقهاء الدين والسياسة
الى ان الطاغوت المقصود في رواية الإمام (ع) هو من جعل نفسه ورايته في قبال نفس
وراية المعصوم(ع) بينما لم نجد فقيها اتخذ هذا المسلك المفضي الى سقوط عدالته
وبالتالي حاكميته،
وعليه فإن راية الفقيه تقع او
وقعت في طول راية المعصوم(ع) وبهذه الفذلكة العقلية الأصولية والتخريجة الصناعية أقيمت
الجمهورية عند جماعة وتأمل جماعة آخرون وهذه الرغبات، ووفق هذا التقرير فلا معنى
وان تكون راية اليماني وراية المعصوم(ع) في عرض واحد بل بينهما طولية،
وعند مراجعتنا للروايات نجد ان
لليماني راية وللمهدي(ع) راية أخرى ورايته عندما ينشرها يلعناها اهل المشرق واهل
المغرب كما هو صريح بعض الأخبار أخبار الباب،
وبعد هذا التقريب الروائي
الأصولي الفقهي،
يمكن البحث عن راية المختار
والتي أعلنها بشكل صريح ومرجعيتها آل علي ( عليه صلوات الله )
غير أننا لابد من معرفة من
يمثل راية آل علي هل هو عبيد الله بن علي بن أبي طالب المقتول في معسكر الزبير !
أم محمد بن الحنفية أم علي بن
الحسين(ع)
والبحث في هذه الجزئية هو معقد
الاستدراك !
0 تعليقات