الإمام زين العابدين القائد الفكري لخط الوعي الجديد
(2)
علاء الموسوي الواسطى
ثانياً: مجال العقيدة
كان للإمام السجاد دور كبير في
مواجهة التيارات الانحرافة في الجسد الإسلامي والتي ظهرت في زمن الحكم الأموي.
بل إن بعضها الداعم الرئيس له
بنو أمية كما في عقيدة الجبر التي تفترض أن الإنسان مجبر على ما يصنعه وكل ما
يفعله الإنسان فإنما فعله لان الله اجبره عليه وهم بذلك يسوغون للحاكم ارتكاب
الفظائع وسفك الدماء وهتك الحرمات بدعوى أن الله فعل ذلك وأول من قال به معاوية في
خطبه مرارا وتكرار حيث يقول : ( لو لم يراني الله أهلا للحكم لما زواه عن الحسن وأعطاني
إياه ) وغيرها ثم استغلها بعده ابنه يزيد الذي أشاع ثقافة أن الله قتل الحسين وهذا
ما قاومه الإمام السجاد (عليه السلام) بجدارة ووقف بوجهه بشدة حيث في مجلس عبيد
الله بن زياد مع ما يشكو من الم الجامعة وجرى عليه من المصائب سمع عبيد الله بن
زياد يقول: ( اليت قد قتل الله عليا......) فقال له الإمام السجاد (عليه السلام):
(كان لي أخ يسمى علي قد قتله الناس) فقال ابن زياد : (بل قتله الله) تأكيدا لمقولة
الجبر , فأجابه الإمام (عليه السلام) بالقران وكل كلامهم من القران : (اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
فاستشاط اللعين غضبا وقال: ألك جرأة على رد جوابي خذوه فاقطعوا عنقه إلى آخر القصة.
وكذا في مسالة الإرجاء ومعناه أن
كل من امن ولو ردحاً من حياته لا يسمى كافرا حتى لو ارتكب اكبر الفظائع والذنوب ،
وأن حكما مثل هذا موكول إلى الله تعالى، ومرجأ إلى يوم القيامة، وأن الذنوب لا
تخرج المسلم عن اسم الإيمان، ولا تمنع من دخوله الجنة.
وكان الملتزمون بالإرجاء،
يتغاضون عمّا يقوم به الحكّام والسلاطين مهما كانت أفعالهم مخالفة لأحكام الإسلام
في آيات قرآنه ونصوص كتابه وسنّة رسوله (صلى الله عليه واله وسلم).
بل كان منهم من يقول : (إن
الإيمان هو مجرد القول باللسان، وإن عُلِمَ من القائل الاعتقاد بقلبه بالكفر، فلا
يسمّى كافرا).
ومنهم من يقول : (إن الإيمان
هو عقد القلب، وإن أعلن الكفر بلسانه فلا يسمّى كافرا).
والإرجاء باطل جزماً لان الفعل
والاعتقاد له اكبر الأثر في ثبوت وصف الإيمان والكفر فمن خالف ضرورات الإسلام أصبح
كافراً كائناً من كان .
وما ذلك منهم إلا ليسوغوا
استلام دفة الخلافة من أللعناء وأبنائهم ويضفوا الشرعية على ما فعله الأمويون من
فوادح وكوارث في كربلاء ومكة والمدينة وغيرها من حواضر الإسلام.
0 تعليقات