آخر الأخبار

تأملات في حديث حول الإمام المهدي (عج) [3]





تأملات في حديث حول الإمام المهدي (عج) [3]

علاء الموسوي الواسطى

المبحث الثالث: كلمة ولدي ووردت في بعض الروايات مني وقولهم (المهدي منا أهل البيت) وهما مفاهيم قرآنية حيث ورد عن الله جل وعلا قوله : (فمن تبعني فانه مني ) وهذا معناه ان كلمة مني الواردة في القران والروايات تعني العلقة السببية التامة الكاملة بين النبي من جهة وبين المقصود الأخر وهذه العلقة تكون سببا لحب الله تعالى للآخر قال تعالى: ( ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) حيث ان أتباع النبي والمحافظة على العلقى السببية بينك وبين النبي توجب محبة الله لك ومغفرة ذنوبك كما صرح بذلك الكتاب الكريم فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم, وبما ان هذا الرجل المعبر عنه في الحديث الشريف معد لأكبر مهمة عبر تاريخ البشرية والتي تعتبر النتيجة الصالحة لجهود جميع الأنبياء والمرسلين فينبغي ان يكون على أعلى مستويات العلقة السببية بالنبي صلوات الله عليه واله وأعلاها وهي ان يكون مطيعا تاما وكاملا للأوامر والنواهي الإلهية وهذا معناه العصمة بأحد شقيها الواجبة او المستحبة, وسيأتي بيان ان المقصود هنا خصوص العصمة الواجبة.
ومنه يٌقدح في الذهن ان المدار في عالم التشريع وفي عالم القران ليس هو العلقة النسبية, العلقة النسبية لا قيمة لها اذا لم تقترن بالعلقة السببية قال تعالى: (ونادى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِين َقَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) فهنا الله جل وعلا ينفي كون ابن النبي نوح عليه السلام منه لأنه لم يتبع تعاليمه ولم يهتدي بهداه, فالعلقة الاهم عند الله العلقة السببية فاذا اجتمع السبب مع النسب كان بها واذا افترقا فالسبب مقدم على النسب :

لعمرك ما الانسان الا بدينه فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الشرك الشريف ابا لهب
ولذا ورد في حق سلمان: سلمان باب من أبواب الله سلمان منا أهل البيت فكلمة منا معناها هنا كما هو معناها في القران تعني تمامية الاتباع وكمال الاعتقاد.

تتبعه الحلقة الرابعة





إرسال تعليق

0 تعليقات