آخر الأخبار

تأملات في حديث حول الامام المهدي (عج) [2]





تأملات في حديث حول الامام المهدي (عج) [2]

علاء الموسوي الواسطى


المبحث الثاني : الحديث فيه وعد الهي بتحقق دولة العدل الإلهي في أخر الزمان وهنا يأتي السؤال: هل من الواجب ان يتحقق ما وعد الله به ؟

وهل ان كل ما وعد الله به في القران يتحقق في إشارة الى آيات العذاب ؟

وجوابه: الوعد وضده الوعيد من المفاهيم القرآنية ومعناه كما عن الشيخ الطوسي قده ( الوعد عبارة عن الإخبار بوصول نفع إلى الموعود له في المستقبل اي لم يأتي زمانه بعد).

قال تعالى:(إِنَّ وَعْدَ ألله حَقٌّ) وقال : (وَعْدَ ألله لاَ يُخْلِفُ الله وَعْدَهُ ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُون ) وقال : (وَعْدَ الله لاَ يُخْلِفُ ألله الميعاد) فالله عز وجل وعد الذين امنوا وعملوا الصالحات بجنات عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ووعد بالثواب الجزيل على بعض الأعمال كما في زيارة الإمام الحسين والبكاء عليه والصلاة عنده وهو كثير موجود بعضه في مفاتيح الجنان من فعل كذا حصل على كذا وغيره, ومن الوعد ما ورد في هذا الحديث الإخبار بدولة عدل عالمي يأمن فيها الضعيف ويٌنتصف فيها للمظلوم من الظالم ويتحقق فيها العدل في ربوع الكرة الأرضية أما الوعيد فذكر الشيخ الطوسي:( الوعيد عبارة عن الإخبار بوصول ضرر إليه).

وهنا يرد تساءل مفاده ان الوعد كما قلتم لا يمكن ان يتخلف عن التحقق فكل ما وعد الله عز وجل به متحقق لا محالة وهو محل إجماع الأمة لأنه لا قوة فوقه تنهاه ولا عجز في قدرته ولا متقلب المزاج كما عند البشر فهل الوعيد كذلك ؟

والجواب : ان العرب لا تعتبر من يخلف وعيده عارا بخلاف من يخلف ما وعد به ونحن بالوجدان نرى ذلك فلو ان شخصاً أساء لشخص أو قبيله وتوعده الأخر او شيخ القبيلة ثم جاءه الناس وطلبوا منه العفو وعفا عنه فان ذلك يعد عندهم شهم كريم يعفو عمن ظلمه بخلاف ما لو وعد شخص أخر بشيء كما نعد أطفالنا اذا نجحت اشتري لك دراجة وإذا فعلت كذا اشتري لك كذا ثم لم نوفي لهم بالوعد فان هذا الفعل عيب ويعد من موجبات تعليم الأطفال الكذب ولذا قال الشاعر:

واني وان أوعدته او وعدته لمخلف أيعادي ومنجز موعدي
إذن هذا في الجاهلية يرون خلف الوعد عيبا بخلاف خلف الوعيد فهو مروءة ومنه ما قاله كعب بن زهير في قصيدته البردة :

نبئت ان رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
وفي الشريعة المقدسة كذلك فالله تعالى يفعل ما يريد هو لأنه القاهر فوق عباده فلو أراد الله عز وجل ان يعفو يوم القيامة عن المذنبين فالأمر له ولا يعد ذلك نقصا في ذاته جل وعلا ولا في صفاته أو أفعاله فالله عز وجل لا يخلف الوعد لأنه كتب على نفسه انه لا يخلف الميعاد ولكنه له ان يخلف ما توعد به اي انه جعل لنفسه البداء في ذلك وفي هذا احترام من الله لخلقه ورحمة مفرطة بهم.
*نعم الرب ربنا*


إرسال تعليق

0 تعليقات