ماذا وراء استهداف بترول
العربية السعودية
تحدّثت الأخبار اليوم14 سبتمبر
/ أيلول عن هجوم نوعي علي مصفاة النفط في أقصي شرق المملكة بنوع من الدرونات المسيرة عن بعد من
طراز يسمّى Matrice التي يستخدمها الحوثي لتنفيذ هجـماته، تماماً كتلك التي استخدمها
داعش من قبل…
والسبب الوحيد لاستخدام هذا
الموديل هو قدرته على حمل أوزان تزيد عن 5 كلج مع بطارية تشغيل تدوم أكثر من غيرها.
لكن هذه الدرون لا يمكن التحكم
بها من مسافات بعيدة خصوصاً وأنّ أقصى مدىً لاتصال جهاز التحكم بها هو 7 كم، ولا
قدرة لبطاريتها على الصمود أكثر من 40 دقيقة كحد أقصى، وتطير بسرعة قصوى مقدارها 30 كم بالساعة.
تقنياً، من المستحيل على أي
متحكم أن يضرب موقعاً أبعد من 8 كلم عن موقع التحكم، ونتحدّث عن أماكن خالية من
التشويش الإلكتروني، كشبكات GSM والواي فاي وغيرها. إذ تنخفض المسافة مع
ارتفاع كمية التشويش.
وحدها الدرونات العسكرية
مرتفعة الكلفة هي القادرة على تنفيذ هـجمات بعيدة المدى، وهذه طائرات بدون طيار
تتطلب رادارات بعيدة المدى تعمل من على الأرض بالتنسيق مع قمر صناعي في الفضاء.
ولا يمتلك كل اليمن أياً من هذه التقنيات.
ما يعني، حتماً، أنّ الهجـمات
داخل السعودية نفذها أشخاص من داخل السعودية لا من اليمن، وعلى مقربة من موقع
المنشأة، ولا يزيد بعدهم عن موقع التفـجير عن 3 كلم.
وإلا، فمن يصدق بأنّ ثلاث أو
عشر طائرات درون صُنعت لأغراض سينمائية، قادرة على قطع مسافة تتجاوز الألف كلم،
ببطارية واحدة، وخلال ليلة واحدة، وأحدهم تحكّم بها بطريقة ما من اليمن البعيدة عن
شرق السعودية، لتنفيذ هجـ.ـمات دقيقة، ودون أن يشعر بها أحد.
ولو تتذكروا حضراتكم ..في عيد
الميلاد الماضي زار الرئيس ترامب القاعدة الجوية "عين الأسد" في زيارته
الوحيدة إلى العراق كرئيس وأشاد بالمعدات العسكرية المتطورة التي تم تركيبها هناك
والتي تمنح القوات الأمريكية السيطرة الكاملة على المنطقة...!
كيف لم تدرك القوات الأمريكية
بأجهزة الرصد والمراقبة المتناهية الدقة تفاصيل الهجوم ؟!
حبك السيناريو :
وعلى أثر تفجير مصفاة البترول
فى المملكة، وإعلان احوثى بأنه صاحب الضربة، وصل محققين أمريكيين وخبراء في الأسلحة، بعد أن
اعلنت الولايات المتحدة أن المصفاة ضربة بطائرات وصواريخ من غرب المملكة، وصرح
المحققون أن هجوما صاروخيا استهدف المملكة
من جهة العراق، وكان هناك فيديو يظهر صواريخ كروز متعددة قادمة من الشمال وتتجه
عبر الحدود نحو المواقع المستهدفة في شرق المملكة.
المسار كان عبر إرسال الصواريخ
فوق العراق وجعلها تلتف فوق الكويت وصولاً إلي الهدف لإخفاء مصدر إطلاقها.
ظهر في الفيديو بوضوح صاروخ
وهو يطير فوق المعبر الحدودي الرئيسي في حفر الباطن وأسقطه صاروخ دفاع جوي سعودي ،
على الرغم من أن المسئولين السعوديين لم يبلغوا وقتها عن اعتراض أي مقذوفات هجومية.
تُظهر الصورتان المرفقتان حطام
صواريخ كروز الإيرانية التي أُسقطت بالقرب من محطة معالجة النفط في أبقيق.
تصريح للإستهلاك ..
عندما يصرح ترامب، الذي تملك
بلاده عددا هائلا من الأقمار الصناعية تستطيع مراقبة كل ما يدب على الأرض
أنه ينتظر ما ستقوله السعودية حول الجهة التي تقف وراء الهجوم ، فان هدفه
ليس شن ضربات انتقامية ضد إيران وإنما إضاعة الوقت لتبرير عدم للرد...!
السعودية لا تستطيع حتى مراقبة
وحماية حدودها لأنها لا تملك المقدرة العلمية والتكنولوجية على ذلك وبالتالي فان
وضع ترامب للكرة في ملعبها في هذا الاتجاه هو محاولة واضحة للتنصل من تصريحات وزير
خارجيته بومبيو (الذي اتهم إيران صراحة )..
بمعنى آخر فان توجيه أصابغ
الاتهام لإيران وعدم الرد سيظهره بمظهر الرئيس العاجز والضعيف مما قد يحرمه من
البقاء في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية في الانتخابات القادمة .
ماذا حدث ؟!!
12
صاروخ كروز انطلقت من "خوزستان" جنوب إيران و5 طائرات مسيرة من
"الأنبار" غرب العراق .. والحديث يدور عن أن فيلق القدس هو من قام
بالهجوم من خوزستان مصدر الصواريخ ، هي معقل النفط الرئيسي في إيران ، في
حين أن الطائرات من دون طيار جاءت من موقع يبعد حوالي 200 كيلومتر عن قاعدة
"عين الأسد "الجوية الأمريكية الكبيرة في محافظة الأنبار...!
تم تطهير قطاع من الصحراء من
قبل مجموعات موالية لإيران إستعداداً
للعملية بأمر من قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.
تم توجيه الصواريخ فوق العراق
ثم الكويت وصولاً إلي الهدف لإخفاء مصدرها..
بعض الصواريخ سقطت في الصحراء
قبل وصولها لوجهتها تم التحفظ عليها بواسطة محققين أمريكيين لتحديد هويتها
والتكنولوجيا المستخدمة فيها..
أمريكا وإسرائيل مجددا
لـ أمريكاً وإسرائيل مصلحة أكيدة في منع إيران من
بيع نفطها ..
وعليه ستقوم إيران بإغلاق مضيق
هرمز، وضرب المنشآت النفطية في الخليج مما سيؤدي إلى ارتفاع خياليي في أسعار النفط
ويدر البلايين الى جيوب البنوك والشركات
الصهيو أمريكية ...من هم
المستفيدين ؟ :
- شركات النفط الأمريكية التي
اشترت النفط قبل شهور بأسعار أقل بكثير من اليوم ..
- شركات التأمين التي ستفرض
رسوماً ضد المخاطر
- شركات التمويل اليهودي التي
معظم مراكزها في تل أبيب
- شركات تصنيع السلاح والذخائر
الأمريكية
- ستشعر إيران بتهديد حقيقي
وتلجأ إلي حرمان الدول النفطية من تصدير نفطها وتدمير كامل لمنشآتها النفطية
انتقاماً لمنعها من بيع نفطها..
- ستجلب دول النفط العربي جنود
من فقراء الدول العربية والمسلمة بذريعة حماية المقدسات مع ان الحماية هي أصلا فقط
لحماية أعراب النفط الفاسدين.
- سيصبح من السهل تنفيذ مخطط
تقسيم الدويلات إلي مشيخات متناثرة ويعود الشئ لأصله الهدف النهائي هو إخلاء
المسرح كاملا لإسرائيل..
ولكن!!
بدون شك ضرب منشآت أرامكو أكبر
من أن تصبح حدثاً عابراً وأقرب إلى كونها نقطة تحول.. ولكن بأي اتجاه ؟ !
رمي ترامب كرة اللهب ناحية
الرياض، وترك لها تحديد الفاعل ليتصرف على أساس ما ستقوله السعودية...!
منطق الأمور أن تسأل الرياض
هذا السؤال للحليف الأمريكي الذي يملك حاملات الطائرات والمراقبة الجوية والبحرية
ومهمة الحماية مقابل المليارات التي حلبها...
لكن ترامب قرر أن يخطو أول
خطوات الهروب من الملف.. فهو ليس بحاجة لسناتور أمريكي ليذكره أن أمريكا لا تخوض
حربا نيابة عن السعودية وهو نفسه صاحب هذه النظرية الموقف الرسمي السعودي كان حذرا
وتفادي التسرع في الإدلاء بتصريحات نارية.
بل أشارت بعض النخب في
السعودية إلى ضرورة عدم الوقوع في الفخ الأمريكي في إشارة تعكس مستوى ضعف الثقة
بالإدارة الأمريكية بعد تجربة التوتر الأخير في مياه الخليج.
أعطت الرياض فرصة للتحقيقات،
واكتفت بالإشارة إلى أن الأسلحة المستخدمة في الهجوم أسلحة إيرانية دون إعلان
اتهام رسمي لإيران حتى الآن.
وكذلك دعت لمشاركة عدد من
الدول في التحقيق وهي بذلك وحتى اللحظة استطاعت الإفلات من الفخ الأمريكي..!
الاهتمام الآن منصب حول من أين
جاءت الضربة ؟ وهذا لا يغير في حقيقة الوقائع من شيء إنما الجوهري في القضية إنهاء
الحرب في اليمن والعمل على حل سياسي يوقف هذا الصراع من أجل مصلحة اليمن ومصلحة
السعودية والمنطقة.
بوتين على خط الأمة
في تعليقه على هجوم أرامكو
والحرب في اليمن، ألقى بوتين طوق نجاة للسعودية وعرض مسارا تفاوضيا علي اعتبار
أن روسيا قادرة على لعب دور الوسيط فهي أكثر طرف مؤهل لرعاية مفاوضات يمنية
سعودية تنهي الحرب.
وسبق أن جربت الإمارات الوساطة
الروسية بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي” عبد الله بن زايد” لموسكو.
هذه الزيارة جنبت أبو ظبي
هجمات كانت وشيكة وعلى قدر كبير من الحساسية...!
واشنطن لن تخوض حربا من أجل
السعودية بل على العكس تريد لها أن تغوص في مزيد من الصراعات لفائدة مصالح
الولايات المتحدة وإسرائيل.
وعليه تظل السعودية تشتري
السلاح، بالمليارات، وتتحمل هي وحدها تبعات بيئات معادية لها في الجوار والمحيط الحيوي.
بعد أشهر قليلة سوف تدخل
الولايات المتحدة جو الانتخابات، ولن يكون هناك مجال واسع لها في التحرك أو شن
هجمات أو تحمل ردود فعل.
ولذلك على السعودية أن تتوقع
المزيد من الهجمات من اليمن.
فبينما يستخدم بوتين آية
قرآنية لحث السعودية على وقف الحرب واللجوء إلى الحوار، يجرها دونالد ترامب إلى
مصير مجهول...!
وعليها أن تختار وبأقصى سرعة
ممكنة أيا منهما سوف تتبع ؟
0 تعليقات