آخر الأخبار

المختار الثقفي فى السيرة والتاريخ (2)







المختار الثقفي فى السيرة والتاريخ (2)

على الأصولي

اكتسب المختار الشهرة بعد دخوله ميدان المنافسة السياسية وزاد رصيد شهرته بعد شهرة أبيه عبيد بن مسعود وأخيه جبر بن عبيد الذين قضيا في معركة الفيلة آنذاك..
وقد وجد فرصة ذهبية وللتقرب من عالم السياسة عندما تولى عمه سعد بن مسعود ولاية المدائن في عهد خلافة الإمام الحسن(ع) ويجدر بالذكر هنا حيث ذكر المؤرخان الطبري والبلاذري ان المختار عرض على عمه أن يسلم الإمام(ع) إلى معاوية لان المختار لم يبايع الإمام الحسن في حياته،
لكن عمه امتعض وهذا الطلب الغريب ورفضه بشدة مذكرا المختار بمقام الإمام الحسن(ع) من رسول الله (ص).
وهذا المشكل ليس مقتصرا على المختار وموقفه من الإمام(ع) بل هناك جملة من الناس بدأت تضيق ذرعا بالإمام وخطواته السياسية خاصة عندما تم الصلح بين الإمام(ع) وبين معاوية بشروط، بل إننا وجدنا بعض شيعة الإمام(ع) والمقربين منه أعلنوا صراحة وهذا الصلح واعتبروه أهانة لأهل العراق ، حتى أطلقوا عليه اسم مذل المؤمنين !
وهناك أسماء كبيرة في الوسط الشيعي ومعروفة هي من روجت لهذه التسمية ! منهم من تاب ورجع ومنهم من تحفظ وسكت، فإذا كانت الحلقات المقربة من الإمام(ع) وهذه نظرتهم فما بالك بالمختار وهو عثماني الهوى وحديث عهد بالولاء العلوي ولم يستقر على مبدأ بعد !

لم يعي الأصحاب المصلحة الواقعية التي أرتاها الإمام(ع) وهذا الصلح، فالصلح جاء بعد أن اشترى معاوية رؤساء القبائل واعيان الكوفة بالذهب والوعود فما كان من الإمام(ع) إلا التوجه نحو الصلح لحفظ الدماء وتبعات الحروب خاصة وان في جيشه من المتخاذلين الكثر،

بتقريب آخر بعد عسكرة الإمام(ع) في المدائن خطب فيهم ملوحا بمسألة الصلح، حتى نظر بعضهم في وجوه بعض وقال بعضهم لقد كفر الرجل !

وقام نفر ضال بالتهجم على خيمته واخذ منها بعض المتاع...
يقول ابن كثير في البداية والنهاية، إن قيس بن سعد وعبد الله بن عباس من اشد الناس تحريكا لعجلة الحرب بل قاما بحركة اخذ البيعة من الناس للإمام(ع) لأجل قيام الإمام(ع) وخوض الحرب، واعتبرا نفسيهما مسؤلين أمام أهل العراق على تنفيذ هذه الرغبة، يبدو بأن هؤلاء الرجال وغيرهم غفلوا عن دهاء معاوية وشراءه ذمم قادة الجيش فمعاوية ربيب الدولة البيزنطية..

والدليل ما ان تحرك الإمام(ع) وهو يريد مغادرة المدائن حتى هجم عليه رجل من المرتزقة وطعنه برمح في فخذه،
وهنا اضطرب عسكر الإمام(ع) وحملوه إلى قصر المدائن واستغل معاوية الظرف وأرسل للإمام(ع) صحيفة بيضاء ممهورة بختمه داعيا الإمام(ع) لإملاء الشروط التي يريد ،
فلا غروا وهذه الحال بعد الاستعراض السريع أن يفكر المختار الطامح للسلطة بهذا التفكير الجهنمي خاصة وهو لم يدخل في بيعة الإمام
بعد ان أستتب الأمر لمعاوية، واتفاق الإمام الحسن(ع) معه على مجموعة من البنود، لم تشهد الساحة السياسية اي حركة من شأنها ان تعكر الجو، لإن إمام الشيعة ارتئ السكون، غير بعض التذمرات من بعض الأصحاب ك حجر بن عدي ومن معه، لكنها بالتالي لم تكن مؤثرة في الوسط الشيعي بصورة عامة، فلا رجال وإعيان مكة اظهروا التمرد ولا بيوتات الكوفة وشخصياتها العامة اختاروا التحرك سواء كانوا من الموالين ومن غير الموالين على حد سواء،
ولم يكن المختار الثقفي بدعا من أقرانه فهو لم يتحرك طيلة حكم معاوية واختار الانعزال في ضيعته في ( خطرنيه ) قرب الكوفة، مشتغلا بأمور الزراعة، ولم يدخل الكوفة الا بعد قدوم سفير الإمام الحسين(ع) للكوفة على ما سوف تعرف،

وبعد سم الإمام الحسن(ع) استفرد معاوية وحضر نفسه لتقديم يزيد لتولي للخلافة من بعده،

وفعلا مات معاوية فانتفض الشيعة غبار السنين العجاف وتحركوا على المشاورة في استقدام الإمام الحسين(ع) لتولي شؤون المسلمين من بعد أخيه الإمام الحسن(ع) حتى توافدت عليه الكتب من أهل الكوفة ان اقبل علينا،
وهذه الكتب ليست وليدة الساعة من اهل الكوفة فقد أرسلوا إليه الكتب مرارا وتكرارا في عهد أخيه الإمام الحسن(ع)...

ولم يأبى لهم ولا بكتبهم لانه لا يريد مخالفة أخيه الإمام الحسن(ع) بل وأرسلوا الى محمد بن الحنفية بعض الكتب ذات المضمون الواحد، حتى جاء ابن الحنفية لأخيه الإمام الحسين(ع) يستشيره لكن الإمام الحسين(ع) أمره بالإعراض عنها اذ قال، ان القوم إنما يريدون ان يأكلوا بنا، ويستطيلوا بنا، ويستنبطوا دماء الناس ودماءنا ،
ولكن هذه المرة التي أرسلت فيها الكتب للإمام الحسين(ع) ناظرة لاختلاف الموضوعات السياسية ولم يجد الإمام الحسين(ع) الا الاستجابة خاصة وانه (ع) ضيق عليه في مسالة اخذ البيعة ليزيد في المدينة، وهو يعلم (ع) بأن منطقة نفوذه ليس في مكة ولا المدينة بل بالعراق وعلى وجه الخصوص بالكوفة، لذا أرسل مبعوثة مسلم بن عقيل للكوفة لاستطلاع الموقف ونقل الإحداثيات...







إرسال تعليق

0 تعليقات