آخر الأخبار

قورش محرر اليهود



قورش محرر اليهود


من هو قورش وما هي قصته؟
 ولماذا يحبّه اليهود وطبعوا صورته على عملة تذكارية؟
ولماذا هو الشخص غير اليهودي الوحيد الذي أشاد به الكتاب المقدس؟

الملك قورش هو قورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش، أحد ملوك الفرس الأخمينية، استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، حكم بين عامي 550 – 529 قبل الميلاد، وقتل في ماساجت ودفن في باساركاد.

أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية، الذي أسس إمبراطورية مترامية الأطراف ووضع مبادئ حكمها، ففي العام 530 قبل الميلاد، باتت فارس أكبر إمبراطورية في العالم. فسمح قورش بما يشبه نظاماً للحكم الذاتي واسع النطاق في المناطق التي تحتلها الإمبراطورية.

 ونجحت السياسة اللامركزية في حكم شعوب مختلفة ومناطق متباعدة الأطراف لها ثقافات وعادات متباينة.

احتضنت الإمبراطورية جميع المناطق المتحضرة في الشرق الأدنى القديم (مثل بلاد الرافدين ومصر وإيران القديمتين، وإرمينيا والأناضول، وبلاد الشام)، وتوسع بعد ذلك ليفتح معظم جنوب غرب آسيا وكثيراً من آسيا الوسطى والقوقاز.
من البحر المتوسط وأوروبا الشرقية في الغرب إلى نهر إندوس في الشرق، وامتدت الإمبراطورية في نهاية المطاف إلى أقصى حد ممكن في أجزاء من البلقان (بلغاريا – بايونيا وتراقيا – مقدونيا) وأوروبا الشرقية في الغرب، إلى وادي السند في الشرق.

استمر عهد قورش 30 سنة بنى خلالها إمبراطوريته من خلال قهر الإمبراطورية الوسطى، ثم الإمبراطورية الليدية، وفي النهاية الإمبراطورية البيلاروسية الجديدة، وقاد رحلة استكشافية إلى آسيا الوسطى، وأسفرت عن حملات كبيرة وصفت بأنها «أدخلت كل البلاد دون استثناء لامبراطوريته».

لكنه لم يغامر كثيراً في مصر، وخلفه ابنه، قمبيز الثاني، الذي استطاع أن يضيف أراض إلى الإمبراطورية عن طريق غزو مصر، النوبة، وبرقة خلال فترة حكمه القصيرة.

بنى قورش مدناً محصنة بهدف الدفاع عن أبعد حدود مملكته ضد القبائل البدوية الإيرانية في آسيا الوسطى مثل السكيثيين. وفتوحاته الآسيوية امتدت حتى منطقة بيشاور في باكستان الحديثة.

 وبعد انتصاراته الشرقية، اتجه إلى الغرب وغزا بابل. وفي العام 539 قبل الميلاد، ضم الإمبراطورية الكلدانية لبابل واعتقل حاكمها نابونيدوس، وأخذ لقب «ملك بابل، ملك سومر وأكاد، ملك الأركان الأربعة للعالم». وبعدها مباشرة، وسع سيطرته على شبه الجزيرة العربية وسرعان ما أصبح المشرق ضمن الحكم الفارسي.

وترك قورش تأثيراً على الديانة اليهودية، نتيجة سياساته في بابل، والذي يشار إليه من قبل الكتاب المقدس اليهودي كالمسيح (مضاءة. «ممسوحه») (اشعيا 45: 1)، وهو الشخصية الوحيدة غير اليهودية في الكتاب المقدس الذي يتم استدعاؤه. وهو مذكور باسمه في العهد القديم (الكتاب المقدس لدى اليهود) وباسمه في كتاب عزرا ودانيال وأشعياء.
ورغم أن هناك خلافاً حول ديانته فاليهود لا يعتبرونه وثنياً، ويعتبره بعض المؤرخين موحداً يؤمن بالإله الواحد، ويقال أيضاً بأنه كان زرادشتياً أو مجوسياً يتبع كهنة بلاطه من المجوس أو الزرادشتيين.
يحبه اليهود لأنه أرجعهم بعد السبي وأعطاهم الأموال لتجديد بناء الهيكل بعد تخريبه في السبي البابلي، ورد إليهم نفائس الهيكل المنهوبة المخزونة في خزائن ملوك بابل.

ورغم أن أغلب مواطني إسرائيل -( الصهاينة)-  من اليهود حالياً ليسوا من أصول «إسرائيلية» (نسبة لبني إسرائيل واليهود القدماء الذين أعادهم كورش إلى القدس)، فإن قورش يعد بطلاً لديهم حتى الآن ويوصف بالمروءة والإنسانية والرحمة.
وأصدرت دولة العدو- إسرائيل، في العام 2015 طابعاً بريدياً يحمل صورة لأسطوانة طينية اشتهرت باسم «بيان قوروش»، تكريماً للملك الذي يعتبرونه محرر اليهود بعد سيطرته على ما بين النهرين (العراق)، ويعد كورش بطلاً قومياً فارسياً لدى الإيرانيين أيضاً إذ ينسب إليه الفضل في تأسيس أكبر إمبراطورية فارسية بأكبر اتساع لها.

و”أسطوانة قورش” هي أسطوانة طينية قديمة توجد الآن في المتحف البريطاني، مقسمة الآن إلى عدة قطع، والتي هي مكتوبة إعلان في الكتابة المسمارية الأكدية، وتضم وعوداً لمواطني بابل الذين قاموا بتحسين حياتهم وعودة النازحين إلى أوطانهم واستعادة المعابد والمقدسات الدينية في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين وأماكن أخرى في المنطقة.



شرح الصور:
الطابع البريدي الذي اصدرته اسرائيل سنة 2015
قبر كورش الكبير في شيراز بإيران


إرسال تعليق

0 تعليقات