تآملات قرآنية
د.أحمد دبيان
( وقالت اليهود ليست النصارى
على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا
يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون )
الآية رقم ١١٣ من سورة البقرة .
وهى ترصد التأله والعصبية
الدينية لمتعاطى الأديان حين يتم تحويل المقدس الى تجارة استرزاقا واستنفاعا
ومصدرا للثروة والاحتكار والتمايز .
يقول حاخامات اليهود ان
النصارى اتباع عيسى ضالين مضلين ليسوا على حق او قضية حقيقية وان عيسى مزور محتال
كان نتاجا لعلاقة فحش ما بين امه (البتول ) وما بين جندى رومانى يدعى بانيثرا
(وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ
عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا
)(15
وانه ضال مضل مهرطق ، وعقابه
الآخروى وقوفه فى غائط يغلى كما يقول تلمودهم .
ويقول كهنة المسيحية ان اليهود
اصحاب زيغ وباطل ، وأنهم لن يدخلوا الملكوت لانهم تآمروا وافسدوا ولم يؤمنوا بل
وتحالفوا مع السلطة الرومانية لصلب المسيح وأنهم لن يُخلصوا لانهم لم يؤمنوا بكلمة
الله وتدبيره عيسى بن مريم وانكروه ، وان الفردوس لديهم مفقود ومحرم عليهم دخول
الملكوت .
ويقول كهنة المسلمين والذين
يحرمون قراءة كتب اهل الكتاب
وهم من تعنيهم الآية بانهم لا
يعلمون ( وكذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم )
فعدم العلم هنا جهل بالآخر
وانكار له نقيضاً لعلم اهل الكتاب بكتب بعضهم البعض ، عهد قديم وعهد جديد ،بينما
كهنة المسلمين منكرون للكتابين وأقاموا أسانيد بتحريم الاطلاع ، رغم ورود نصوص بان
زيد بن حارثة تم تكليفه بقراءة صحف اهل الكتاب ، فتعلم السريانية فى ثلاثة أسابيع
وكشف بها آية الرجم حسب الرواية .
فى كل الاحوال تم تحريم
الاطلاع على كتب الآخر والى الآن يقولون كما تقول عامة المسلمين بان الآخر يهودا
او نصارى ليسوا على شئ وان الملكوت حكر على المسلمين .
التعاطى هنا هو تخصيص الفردوس
والخلاص لأصحاب كل ديانة ترسيخا لريع العشور والصدقات وجاء البيان القرآنى ماحقاً
للثلاثة .
دون تفجير او قتل او ارهاب .
0 تعليقات