آخر الأخبار

الاقتصاد بين الحرب والسلاح








الاقتصاد بين الحرب والسلاح

د. محمد ابراهيم بسيوني
عميد طب المنيا السابق

في امريكا والدول الغربية بصورة عامة قوانين صارمة تفرض نظام عام موحد على الجميع ولا تسمح لصاحب ثراء أو صاحب سلطة التلاعب بباق شرائح المجتمع.

الغرب ليس كيان واحد كما يظنه البعض، أمريكا تختلف عن أوروبا بأمور عدة أهمها الإرث التاريخي الذي يفرض واقع حضاري تحافظ عليه أوروبا.

 في أمريكا ثقافة الربح لها قدسية وهذا سمح بوجود لوبيات وجماعات ضغط للتأثير بصنع القرار لصالح الشركات الضخمة وبناء ثروات بأي ثمن.

منذ صعد بوش الابن رغم كونه مدمن خمر وشخص لا يصلح لإدارة سوبر ماركت لا لرئاسة أمريكا، كانت دوائر وجماعات الضغط من مصنعي السلاح وشركات البترول.

 تجد جماعات الضغط الهادفة لتحقيق ثروات من مبيعات سلاح صدى كبير في أمريكا عكس أوروبا التي تفرض نسق اجتماعي حضاري صارم داخلها على الأقل.

صانع القرار في أمريكا دوما تحت ضغط اللوبيات التي تتحكم في الرأي العام وبالتالي الناخب الذي يصوت له مما يجعل لهذه اللوبيات سطوة ونفوذ.


من أجل تحقيق مصالحها، تقوم اللوبيات بخلق أجندات منها صراعات ومصائب بعدد من دول العالم لتحقيق ربح من مبيعات السلاح والسيطرة على البترول.

بعد حرب العراق ٢٠٠٣ وما نتج عنها من فضائح أخلاقية انحسر كثير من نفوذ جماعات الضغط في أمريكا حيث بدأ صوتها يخفت ونفوذها يقل بصورة ملحوظة.

أما بالجانب الأوروبي يختلف الأمر عن أمريكا فحكومات أوروبا همها الأول الناخب، لكنه بخلاف الناخب الأمريكي عنده معايير أخرى ما يحد من تصرفات صناع القرار.

تهدف حكومات أوروبا لتحسن أوضاع بلادها الاقتصادية لكنها بخلاف أمريكا تضع نصب أعينها أرثها التاريخي وتحاول أن تتبع نموذج أخلاقي زائف.

 من الذين اتبعوا النموذج الأخلاقي الزائف في أوروبا هو توني بلير شريك بوش الابن في غزو العراق الذي عارضته أوروبا وعلى رأسها فرنسا.

بمجئ ساركوزي للسلطة في ٢٠٠٧ أدخل فرنسا في دائرة الزيف الأخلاقي وأراد الحصول على جزء من كعكة الشرق الأوسط خاصة في الخليج العربي والعراق فبدأت الكوارث تظهر. بمجئ الربيع العربي هرع بعض الحكام العرب الى توني بلير وكانت السعودية منهم.

انتهز توني بلير صاحب أجندة هدم وتفتيت العرب وأجندة الشرق الأوسط الكبير الفرصة خاصة أنه صديق مقرب جدا لإسرائيل ومن لوبيات أمريكا أيضا.

 كانت إسرائيل وقتها بحالة انحسار دولي لأول مرة بتاريخها وتراجعت نفوذ لوبياتها في أمريكا وأوروبا بفعل جرائمها المتكررة علي الفلسطينين خاصة في غزة.

كما انضمت فرنسا تحت حكم أولاند للعبة مستغلة غباء بعض الحكام العرب لبيع سلاح لتعويض فشل فرانسوا أولاند الداخلي اقتصاديا واجتماعيا.

هدف لوبيات أمريكا وإنجلترا وحكومة كحكومة أولاند السابقة في فرنسا هو حلب الدول العربية بمبيعات سلاح ضخمة وتأمين مصالحهم وإعادة النفوذ اللوبي الإسرائيلي.




إرسال تعليق

0 تعليقات