آخر الأخبار

يا واهب المدد








يا واهب المدد


عقيل الساعدي


كالطفل أحلمُ رغمَ الحربِ في بلدي
ورغمَ تيه المدى من ناظري ويدي

لم أشكُ نزفا أناب القلبَ مذ زمنٍ
رأيتـهُ منقذي من ضنكةِ الصّفدِ

يقول نبض الهوى والدمع منسكبٌ
عشقتُه ونبال الشوق لم تحدِ

قد جلَّ من مبدعٍ بالنور عمَّدهُ
سراجُ هديٍ عن الرحمنِ لم يحدِ

مشكاةُ نورٍ بنبض القلب موقدها
كالنجمِ متّقدٌ من سالفِ الأبدِ

لها جمالٌ مع الأيام أذهلني
أمسى وحقّ الهوى ديني ومعتقدي

ما كَانَ للحسنِ شكلٌ غير طلعتهِ
وإنّني غير هذا الوصفِ لم أجدِ

أتيتُـهُ ورياح الهجر تعصف بي
أضحتْ خيامي بلا حبل ولا وتد

لما رأيتُ مع العشّاقِ تربتهُ
أمطرتها بدموعي مثلما ولدي

أَدنو من القبرِ والآهاتُ ما هدأتْ
كأنّها صرخةٌ  للروح في جَسَدِي

أفيقُ من سَكْرتي أبقى به ثملًا
أصحو عليه وناري أحرقتْ كبدي

أُقبّلُ الباب هيمانًا بطلعته
فقد شممتُ الثرى في طيبِ ملتحدِ

فالدين بعد رسول الله منتهكٌ
أمسي كما خيمةٍ مسروقةَ العمدِ

لكنه قال قولا كالهشيم سرى
لكنها عندهم غابت ولم تعدِ

هو الشَّفيعُ بيومِ الحشر أسالهُ
طيبَ الشرابِ وقرب الواحدِ الأحد

حسينُ منّي ومنه الروح في جسدي
ياويلهمْ قتلوا في شرعهم ولدي

قالوا خروج إمامي كان مفسدةً
ولَم تكن أبدا آراءَ مجتهدِ

مودة الآلِ آياتٌ منزلةٌ
تموت فيها عيون الحقد والحسدِ

عشق الحسين بنبض القلبِ مكرمة
يأتي لخير الورى من صاحب المدد

قد عيلَ صبري وجهل الناسِ حيرني
أمسى وحيدا بلا سيف ولا عضدٍ

كأنّهمْ رغم آلام الجراح به
ضباع غاب تريد النيل من أسدِ

عبّاد دنيا وقد باؤوا بفعلتهمْ
أمسوا بلا ناصحٍ للحقِّ أو رشدِ

في ساعة الجهل يمسي القتل منقبةً
والناسُ تبدوا كما مسخوطة القردِ

يبقى ثلاثاً بلا غسلٍ ولا كفنٍ
كيف الوقوف جميعا في لقاءِ غدِ

واليومُ فعلتهم للناس تذكرة
فالريحُ تخرج ما بالبحر من زَبَدِ

قد كان للدين معنى عند منحرهِ
وبعضنا لمعاني الخلق لم نجدِ

تعمى القلوب وداء الجهل يفقعها
كالعينِ إِذْ صابها داءٌ من الرمدِ!

ورحتُ أدعو بعاشوراءَ منذهلا
مذبوح يا خالقي بالمتن والسندِ

يا حسن أكنيةٍ يا طيف أمنيةٍ
يا لحن أغنيةٍ تحيا الى الأبدِ


إرسال تعليق

0 تعليقات