إسرائيل وإسماعيل ..
بقلم /مصطفى طه الراوى
إسرائيل من الشخصيات القرآنية التي
ربما تحتاج لبحث ودراسة لمعرفة من هو إسرائيل تحديدا ً وكذلك إسماعيل فلم نصل إلى الآن
لتحديد دور رسالة إسماعيل ومن هم القوم الذين بعث إليهم إسماعيل حسب كان رسولا ً
نبيا ً ورسولا ً هنا تعنى انه كان يحمل رسالة فتم وصفة برسولا ً نبيا وليس نبيا ً
فقط .
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً) مريم 54
فهناك الكثير من الأسئلة التى
تطرح نفسها عن من هو إسرائيل تحديدا ً والذى لبنيه مساحة كبيرة فى الخطاب القرآنى
بل هناك آية يفهم منها ان القرآن نزل لبنى إسرائيل تحديداً .
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ
يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )
النمل 76
لو كان القرآن نزل على قوم غير
بنى إسرائيل ما دخل هؤلاء القوم ببنى إسرائيل وماذا سيستفيد بنى إسرائيل من رسالة
نزلت على قوم غيرهم حيث الآية حصرت بنى إسرائل ب (على بنى إسرائيل) ولم تقل (عن
بنى إسرائيل) فهناك فرق كبير بين (على) اى على القوم أنفسهم يعنى الخطاب مباشر لهم
وبين (يقص عن) فعن يعنى كما قص عن أهل الكهف أو عن نوح وإبراهيم وغيره من الأنبياء
فالآية صريحة فى إنها خصت بنى إسرائيل بالخطاب ..
ولكى نصل لفهم ويكون هناك
نتيجة لهذا الفهم لابد أن نتجرد تماما ً عن المكان واقصد بالمكان هو المكان
الموروث يعنى عندما نجد كلمة مسجد حرام فى القرآن انسي انه المسجد الحرام المادي
الذى تم تحديده فى الجزيرة العربية لان المسجد ليس مكان مادي فالإشكالية هى ان
تسقط مفهومك التراثى على محاولة فهمك لآيات القرآن وهذا خطأ لأنك ستحاول تطويع
الموروث ليتوافق مع الآيات ولن تنجح نعم لن تنجح ولن تخرج بنتيجة وكذلك كلمة
(عبده) انسي انه النبى محمد حاول أنت تستنبط من خلال الآيات والسياق من هو عبده فى
الآية حسب أنبياء كثير جاء الخطاب عنهم بعبده ولكن السياق هو الذى سيحدد لك من
المخاطب بعبده .
ففى سورة الإسراء وفى أول آية
من السورة جاء خبر بأن الله اسري بعبده ليلا .
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ) الإسراء 1
هنا الآية الأولى من السورة
والتى من المفروض ان يكون هذا الخبر كامل لو كان عبده هنا تعنى النبى محمد حيث ان
أخر الآية نجد (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) فمن المفروض ان يستمر سياق الآيات لكى
يكمل لنا الموضوع عن عبده محمد وعن الآيات التي أراه لها الله ولكن لم نرى ذلك بل
انتقل الحديث فى الآية الثانية مباشرتا ً من السورة إلى موسى بل والخطاب عن موسى
فى الآيات هو الكتاب وبنى إسرائيل !!
أين إذا ً عبده محمد وما رأى
من آيات وباقى الموضوع عن محمد فالسورة سياق ومضمون وليس من المعقول ان تأتى آية
تتحدث عن إبراهيم دون ان يكمل لنا الله الموضوع أو ما يريده الله بالخطاب عن هذه
الشخصية ..
يعنى سبحان الذى اسري بعبده
ليلا ً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله ..
لماذا ..... لنريه من آياتنا
الكبرى .
طيب أين باقى الخبر عن هذه
الرحلة ؟؟
لقد تم قطع باقى السياق لو كان
الخطاب عن النبى محمد لانه ليس من العقول ان تكون أول آية لمجرد إعلان عن محمد لا
يوجد فيه اى مضمون ثم بعد ذلك ينتقل لموسى وبنى إسرائيل .
لابد من التجرد من الموروث
فالمسجد ليس بناء والسورة مكية ولم يكن للنبى مسجد فى مكة ولم يذكر المسجد الحرام
مع إبراهيم بل ذكر البيت الحرام ولم نجد ولا مرة مع إبراهيم ان هناك مسجد حرام لأنه
لم يكن موجود فى الآيات عن إبراهيم ، فمن أين جاء المسجد الحرام فى ذلك الوقت ولم
يكن هناك اى بناء تحت مسمى مسجد حيث ان القوم قالوا ان أول مسجد بناه النبى كان
بعد ان هاجر إلى المدينة وليس فى مكة .
عن نفسى لم أجد آية واحدة تقول
ان إبراهيم أسس أو بنى أو رفع المسجد الحرام ولم تأتى كلمة مسجد حرام مع إبراهيم
ولا مرة هذا عن نفسى انا ربما لم أرى هذه الآيات
فأين كان المسجد الحرام والنبى
كان فى مكة حين نزلت سورة الإسراء .
لابد ان ننظر للقرآن بتجرد تام
عن اى موروث وإلا لن نخرج بأى نتيجة .
ثم هل إسماعيل تغير اسمه كما
كان إبراهيم ؟
وأين اخو يوسف من أبيه والذى
جاء فى العهد القديم باسم بنيامين وأنا اشك كثيرا فى كل الأسماء التى ذكرتها
التوراة ولا اعتمد على صحتها فيوسف هلك ليس له من ذرية ولكن هل لأخيه من أبيه ذرية
وربما هو إسرائيل .
اشكر كل ما يحاول التدبر
والفهم لمعرفة من هو إسرائيل وأضيف انا وإسماعيل ايضا ً وعلى من كانت رسالة
إسماعيل وما هو الدليل على ان العرب أو من أطلقوا على أنفسهم اسم عرب بأنهم من
ذرية إسماعيل ..
الموضوع ليس بسيط واشكر كل من
بدأ التدبر والفهم والكتابة فى هذا الموضوع لأنه اعتقد ان هناك الكثير تم إخفاءه
عمدا ً عن الناس لهدف ما ومصلحة يريدها ..
المهم هو انه لكى يكون التدبر
صحيح لابد من التخلى تماما ً عن المفهوم التراثى اثناء تدبرنا ويكون البحث من خلال
القرآن فقط دون الاستعانة بأى من صور التراث ..
0 تعليقات