مقدمات تعريفية في نقد الأصول العشرة العسرية!
على الأصولى
أجد من الضرورة بمكان أن أطرح ثمة
مقدمات تعريفية لمجمل الأفكار التي يتم تسويقها على أنها من الحقائق المغيبة في
المذهب بعد إضافة لمسة إيحائية على،طريقة الأعلام بروباغندا ( التضليل الموجه او
الدعايات الموجهة) من قبيل( المؤسسون ) او( آباء المذهب) والذي يعنيه صاحبنا
العسر؛ المتكلم الشيعي هشام بن الحكم ونظراءه والمفضل وأقرانه ولم تكتمل( الطبخة
المذهبية ) إلا بعد الاتفاقات المريبة من قبل السفراء الأربعة بعد أن أزاحوا
خصومهم بشكل احترافي من ساحة المواجهة وتختم هذه الحقائق بختم الشيخ الصدوق وتفرداته
الروائية !
نعم قبل الخوض في نقد القراءة العسرية
ومبانيه أجد من الضرورة وعرض جل أفكاره المستنسخة في هذه المقدمات التعريفية لذا
يرجى الانتباه
المقدمة الاولى:
لم ينطلق العسر في قراءته هذه الا بعد ان سبقه
غير واحد وكانت مهمته الأساس والتي تعتبر العقبة في المضي قدما وهذا المشروع
المستنسخ هي مقولة العصمة وحسب تعبيراته بعرضها العريض!
إذ ان توجيه الإشكال على أصل العصمة
يعني السماح وجعل اي فرد من أفراد مجموع أهل البيت ع في دائرة النقاش بل
والاستشكال في عموم أقولهم وتصرفاتهم وإمضاءاتهم لان سقوط أصل العصمة يعني انتفاء
مرجعيتهم الدينية والتمثيلية للمشرع وبالتالي فلا حجية لقول وفعل وتقرير المعصوم
لانتفاء الأصل والركن في دائرة الأصول المرجعية الاستنباطية بل وقد تلقي بظلالها
على بعض المقولات الأخلاقية كالقدوة والأسوة وضرورة التأسي، والاقتداء في الدوائر الأخلاقية؛
فإن تم الإشكال العصموي فلا ينبغي
البحث عما يصنف شيعيا تحت مفهوم العلم اللدني فكل هذه المقولات مرتبطة بعضها ببعض
بالبنية المذهبية للطائفة الشيعية الإمامية؛
وكيفما اتفق وإثارة هذا المشكل بحسب القراءة
العسرية فلا نصب الهي ولا إمامة وحسب التعريف الشيعي المدرسي؛
المقدمة الثانية:
يعتقد صاحب القراءة بأن العصمة لم تكن محل
معروفية في تلك القرون الخوالي؛ خاصة في القرن الثالث والرابع الهجري؛ بل لم يعتقد
بمضمونها الأصحاب حتى في القرن الخامس؛ نعم كانت هناك مساع حثيثة وتأصيل لهذه
المقولة؛ وقد تناوب بهذا التقعيد كل من هشام بن الحكم وبعض غلاة الشيعة الذين ارتوا
وقوفهم خلف النظريات الكلامية لهشام دعما وتأييدا وتأكيدا ونشرا وأعلاما في صفوف أهل
الكوفة خاصة؛
ولم تجد معارضة القميين والوقوف أمام
هذا التيار المتصاعد بالاعتقاد بأئمة أهل البيت ع حتى استسلمت الأجيال لهذه
العقيدة بعد ان حفت بروايات ولوي عنق نصوص الآيات وما يخدم المتآمرون على الأئمة ع
وعلى عموم الطائفة لضمان سلطانهم الروحي على الإتباع وتأمين مواردهم المالية وريع
الدكاكين التي فتحت وسوف تفتح تحت يافطة التمثيل الديني الوكلائي على ما يعبرون؛
وبالتالي أصبح المشروع الغنوصي الباطني
هو القراءة الرسمية للمذهب بعد إدخال بعض التعديلات الكلامية والفلسفية والباطنية
فيه؛ وختمت القراءة بعد إفاضات صاحب الحكمة المتعالية ومن جاء بعده؛
المقدمة الثالثة:
إن أهم المخرجات البحثية لمقالات العسر استندت
على مقاطع إستنتاجية تارة أخذت من العلامة المامقاني الذي أفاد في كتابه تنقيح
المقال بقول ان أكثر ما يعد اليوم من ضروريات المذهب في أوصاف الأئمة ع كان القول
به معدودا في العهد السابق من الغلو؛
وما ذكره البهبهاني والشهيد الثاني على
ما سوف تعرف؛
وهذه الاستنتاجات جاءت بعد التمسك بإنجيل
ابن الغضائري الرجالي والذي لم يعرف كتابه التجريحي الا في العصور المتأخرة إذ، لم
يعرف له طريق لصاحبه لحد كتابة هذه السطور؛
وكان ابن الجنيد الذي يعتقد به العسر بأنه
مقصي من الساحة خير دليل على الصراع العقدي بينه وبين اقرأنه؛
بل ومشايخ قم هم من فهموا حقيقة المذهب
وحقيقة الأئمة ع الحقيقة التي لم تصل للشيعة في هذه العصور إلا بعد إدخال عناصر
معرفية لم تكن مطروحة في أزمانهم وكل ما ورثناه فهو من قبيل أدلة ما قبل الوقوع؛
وإلا الحقيقة المغيبة هي كون الأئمة ع
علماء أبرار وعلمهم لا يختلف عن علم اي مجتهد في القرون الثلاثة فهو بالتالي كسبي
حسب ما فهمه من تلك الاستنتاجات؛
والصورة الواصلة إلينا فهي صور كلامية
غلوية انتهجها من تقدم ورسمها بريشة خيالية وأثبتتها بعد ذلك جماعات لها مأرب
وتدخلت بتثبيتها أيد سياسية بويهية وصفوية؛
ولم يكن جعفر بن محمد الصادق ع في معزل
وهذه الصراعات المتقدمة فهو قد خاض تنافسا مرجعيا مريرا مع عدة فرق ولعل أهمهما
البيت الحسني والزبدية فخليت له الساحة بالتالي؛
تمنى قد توضحت الصورة بعض الشيء لفهم
ومعتقدات العسر وهذه القراءة التي سبقه بها غير واحد غاية ما في الأمر استعان ببعض
المواقع المذهبية للأخر بتدعيم جل إشكالاته المقالية بصيغ وأدوات حوزوية وهذه الأدوات
ثبوتها وإثباتها جاء نتيجة صناعات بشرية اجتهادية تصلح بان نصفها بأدلة ما بعد
الوقوع..
0 تعليقات