آخر الأخبار

من وضع الشاحنة فى الطريق؟!!







من وضع الشاحنة فى الطريق؟!!

عماد على الهلالي


حاكموا العقلية التي وضعت الشاحنة في الطريق
نحاكم الأشخاص ولا نحاكم العقليات وجذورها التي تنتج الكوارث عادة، فتتكرر الكوارث رغم تبديل الأشخاص وإدانتهم دون إدانة العقلية التي كانوا يفكرون بها.

وقد تجمعت لدي الشواهد الآن أن سبب الكارثة التي حصلت في ركضة طويريج هو وضع الشاحنة على يمين المدخل إلى العتبة الحسينية فقد كان من لا يطيق الدخول في الصحن الشريف يختصر الطريق وينصرف قبل الدخول ويتجه إلى صحن أبي الفضل العباس من الطريق الخارجي من كبار السن أو ضعفاء البنية، فكان غلق الطريق بالشاحنة إجباراً لهم على الدخول مع السيل المزدحم، هذا مع رش الماء على الزائرين بشكل زاد من نسبة الرطوبة وقلل قوة الرمل المفروش به الأرض مما بطأ الحركات ولربما ظن الزائرون أنه حصل انهيار في ذلك الممر الضيق.
فحاكموا تلك العقلية التي وضعت الشاحنة (التريلة) على الطريق فإنها إما عقلية خرقاء تريد إجبار الناس على أداء الشعيرة وتحقد (لله) على من لا يكملها كما هو الحال في كثير من المتحجرين، أو عقلية مهملة غير كفوءة تناط بها مهام تخصصية أكبر من رأسها كما هو الحال في كثير من الوظائف، أو عقلية متآمرة تريد إلحاق الأذى بالزائرين، فلا بد من كشفها وإبعاد أمثالها.

وهناك عقلية أخطر من هذه العقليات وهي العقلية التي لا تنظر في كل كارثة إلى عدد الضحايا ومأساتهم بل لا يهمها سوى أن لا يدان أي موظف ملحق بزعيمهم (أو ملحق بمؤسسة تابعة لوكيل أو عنوان تابع لزعيمهم) ولا يطأ أحد على طرف عباءته، فتعيش هذه العقلية حال الصراع الدائم والحرب الحذرة.

ولعمري -هذه العقلية- من أهم جذور الحال المأساوي للبلاد إذ صار كل فاسد ينضوي تحت زعامة ليحمي نفسه من النقد والإقالة والمحاكمة ويجد من يدافع عنه على أي حال من المتعصبين الذين لا يهمهم مصير البلاد ما دام الكيان المتصل بزعيمهم سالماًن فيلجأون إلى إنكار الحقائق وتعيير الخصوم عند المؤاخذات لإسكاته بما عنده، فينطوي كل ناقد ومحلل منصف وحريص مفكّر، لأنهم يمنعون أي عملية نقد وتصحيح حتى لو انحدر الجميع نحو قعر الشلال.

الفاتحة لروح الشهداء الأبرياء.


إرسال تعليق

0 تعليقات