أخصب فترات حياة عبد الناصر
ممدوح حجاب
إن الفترة بين 9 يونيو 1967 إلي
28 سبتمبر 1970 ، هي أخصب فترات حكم الزعيم الخالد ، فقد استوعب البطل الراحل ، كل
أخطاء المرحلة السابقة علي النكسة ، و قام بتصويبها ، فأعاد تصويب مسار جهاز
المخابرات العامة ، أعاد الاحتراف للعسكرية المصرية ، بقادة عظام أكفاء ، أعاد
البناء الصلب الحديث الكامل للقوات المسلحة ، احدث تغيير جذري و نوعي في بنية
المقاتل المصري " المؤهل " ، أزاح جانبا و تماما الصراعات
العربية/العربية ، ثابر علي الاستمرار في تحقيق التنمية ، ( البدء في إنشاء مجمع الألمونيوم
الضخم بنجع حمادي 1969 ، افتتاح مجمع الدرفلة بشركة الحديد و الصلب ، بدء إنتاج
السفن و اليخوت بشركة التمساح بهيئة قناة السويس ، إنتاج المحرك التوربيني للدبابة
البرمائية T -
55 بمصنع 909 لمحركات الديزل ، مواصلة جهود
استصلاح الأراضي ، بالصحراء الغربية ..
منطقة غرب النوبارية، بمعدل
100 ألف فدان/سنه ، لأول مرة في تاريخ مصر - باستثناء سنوات الحربين العالميتين الأولي
و الثانية - تحقيق فائض في ميزان تجارة مصر الخارجية 1969 ) قوانين العدل
الاجتماعي " قانون الإصلاح الزراعي الثالث 1969 " ، إتمام العمل في السد
العالي ، و بدء مشروع طموح لكهربة الريف ، إنشاء المحكمة الدستورية العليا 1970 ،
مواصلة الدور المصري النشيط الفاعل في المحيط العربي ، بالتأييد الكامل و الدعم
اللامحدود للثورة السودانية و الليبية ( مايو ، سبتمبر 1969 ) و اعتبارهم عمق
استراتيجي لمصر ، خلال المواجهة مع العدو الإسرائيلي ، ( نجح عبد الناصر في
التعاقد مع فرنسا ، لشراء 101 طائرة " ميراج " حديثة ، بتمويل ليبي ..
يناير 1970 ) ، كذلك ..
واصل تفعيل الدور المصري في أفريقيا "
مساندة الحكومة النيجيرية عسكريا ( بطيارين مصريين ، بدء من أغسطس 1967 ، و كان
دورهم حاسما في القضاء التام علي حركة الإقليم الشرقي الانفصالية ، و كذلك تأسيس
أول كلية جوية بنيجيريا 1970 ، و علي الصعيد الداخلي ....
أقام معرض القاهرة الدولي
للكتاب 1969 ، أول معرض للكتاب علي مستوي الشرق الأوسط .
الانتهاء من عمليات إنقاذ
معبدي أبو سنبل ، و أثار النوبة 1968 ، الكشف عن أول حقلين للغاز الطبيعي بمصر ،
بشمال الدلتا " أبو ماضى ، أبو الغراديق 1969 " ، تم الانتهاء شبه
الكامل لتصفية " الحراسات " 1970 ، قيادته الجسورة للشعب المصري الباسل
و قواتنا المسلحة ، لحرب الاستنزاف المجيدة 1970/1967، التي اعترفت إسرائيل
بخسارتها ، مرورا بمسارعته بالموافقة - شخصيا - و دعمه الكامل للابتكار المصري
البارع " بإزالة الساتر الترابي بخراطيم المياه ذات الضغط الفائق ، و اشرف
علي بدء تجارب تشغيلها " بالخطاطبة 1969 " ، و توجت حرب الاستنزاف ،
بالنجاح السياسي و العسكري و الاستراتيجي في بناء حائط الصواريخ الرهيب المنيع ،
بطول الجبهة 169 كم
، و دفعه لحافة قناة السويس (8 اغسطس 1970) فوضع مصر علي أعتاب نصر أكتوبر العظيم
، ثم أختم تعليقي ، بأخر عمل جليل ، قدمه لأمته العربية و الشعب الفلسطيني و
التضامن العربي ، عندما نجح ، بعد جهد إنساني و عصبي هائل ، ان يجمع القادة العرب
في خلال 48 ساعة في القاهرة ، و الملك/حسين و القائد الفلسطيني/ياسر عرفات ،
ليوقعوا علي اتفاقية للوقف الفوري لإطلاق النار و المعارك الطاحنة ، بين الجيش
الأردني و فصائل المقاومة الفلسطينية ، حقنا للدماء العربية ، و تثبيتا لفوهات
السلاح العربي ، في اتجاه واحد " العدو الإسرائيلي " ، ظل مرابطا جسورا
علي ثغور الحرية و الاشتراكية و الوحدة ، حاملا لواءهم بشجاعة و صلابة لا تلين ،
رغم المؤامرات و الأنواء العاتية و العثرات و الانكسارات ، و ظل مدافعا باسلا عن
مبادئه و أحلامه .. بوطن عربي واحد .. قوي كريم عادل ، حتي فاضت روحه الي بارئها
..
و كذلك يفعل الرجال .
سلام عليه في الخالدين .
0 تعليقات