سؤال سعودي: هل التحالف مع أمريكا كافٍ
د. محمد
إبراهيم بسيونى
عميد طب
المنيا السابق
أعلنت وزارة الدفاع السعودية،
الأربعاء الماضي، أن الهجمات التي استهدفت منشأتي أرامكو في السعودية جاءت من
الشمال، بدعم من إيران. وأضاف المتحدث الرسمي السعودي أن لدى السعودية أدلة على
الهجوم لم ينطلق من اليمن كما "زعمت أذرع إيران"، معتبراً أن "هجوم
أرامكو لم يستهدف السعودية فقط بل أيضا المجتمع الدولي وأمن الطاقة"، ودعا
المجتمع الدولي للتعامل مع ممارسات إيران الخبيثة في المنطقة.
هنالك عدة أمور يجب ملاحظتها
في هذا الهجوم أولها فشل أسلحة الدفاع الجوي أمريكية الصنع في التصدي للضربة وفشل
أجهزة الرصد والاستطلاع والرادارات الأمريكية في اكتشاف الضربة مبكرا من أجل
التصدي لها وهذا ما جعل الرئيس الروسي يتهكم بقوله إن على السعودية أن تقتني
منظومة الدفاع S300 كما فعلت إيران إن أرادت حماية نفسها. فقد أشارت هذه الضربة بوضوح
إلى أن منظومات الدفاع الجوي الروسية تتفوق على نظيرتها الأمريكية وعلى أهمية امتلاكها
لأي دولة تبحث عن سلاح ردع فعال. هذا قد يؤدي الي لتلطيخ سمعة السلاح الأمريكي في
الواقع مما سيؤثر مستقبلا على بيعه مقارنة بنظيره الروسي.
أيضا كشفت أن التحالف مع أمريكا غير كاف لحماية
الحلفاء مهما كان مبلغ المال المدفوع كأتاوة
لأجل هذه الحماية مما سيهز الثقة تماما بالتعامل معها سياسيا في المستقبل وهذا ما
حدث في تركيا والهند الذين لجؤوا للروس في شراء الأسلحة رغم معارضة أميركا الشديدة
وتهديداتها.
هذه الضربة أشارت إلى امتلاك إيران وحلفائها
الكثير من الخيارات والأسلحة الدقيقة والخطيرة، والتي تصيب أهدافها بدقة عالية رغم
رخص ثمنها، فالطائرات المسيرة أو الصواريخ المطلقة أصابت تسعة عشر هدفا في أرامكو
بدقة مخيفة ولازلت رغم ذلك تفاصيل العملية غامضة. وبرهنت على عدم إمكانية تجاوز
إيران في أي تحرك دولي إستراتيجي يستهدف منطقة الخليج وعن حتمية الحوار معها
وإرضائها من أجل الإبقاء على استقرار المنطقة.
أما إيران المتهمة خليجيا
وأمريكيا وإسرائيليا، على طول الخط، بارتكاب شتى الموبقات، فأنها، تستفيد من الهزة
العنيفة للمنظومة الأمنية والدفاعية الهشة لأمريكا في السعودية فقد وصلت إلى
الرياض رسالة، تقول لا فرار من التفاوض مع إيران، وعلى السعودية طي صفحة حلف يلوح
ترامب بتشكيله ضد إيران في منطقة الخليج لكنه يترك الحليف، يختنق بدخان حرائق
النفط، ويهرع لعرض بضاعته، منتشيا بالربح القادم. الرئيس الأمريكي، أعلن بأن بلاده
مستعدة لفتح خزانات الاحتياطي الاستراتيجي من الذهب الأسود، لتعويض نفط السعودية.
فيما العالم يراقب ارتفاعا متسارعا للأسعار قد يصل إلى معدلات قياسية في حال لم
يتم تشغيل المصافي بكامل طاقتها.
0 تعليقات