آخر الأخبار

سوريا العروبة ... ومصر





سوريا العروبة ... ومصر



في يوم الجمعة 2 نوفمبرعام 1956م قامت الطائرات البريطانية والفرنسية بقصف محطة الإذاعة المصرية قبل أن يلقي الرئيس عبد الناصر خطبته من فوق منبر الأزهر فتوقف الإرسال وهنا كانت المفاجأة الكبرى التي صعقت من أراد إسكات صوت قاهرة المعز حيث انطلقت إذاعة «دمشق» على الفور بالنداء المدوي:«هنا القاهرة» ..!!.

وفى صباح 4 نوفمبر 1956 نشبت معركة بحرية شرسة بين بين مدمرة بريطانية وبوارج فرنسية مصحوبة بطائرات و3 زوارق طوربيد مصرية أمام شاطىء البرلس كانت نتيجتها إصابة المدمرة البريطانية والبارجة الفرنسية.

قاتل المصريون بدون غطاء جوى حتى آخر طوربيد وحتى آخر زورق الذي إندفع مخترقاً المدمرة بسرعة هائلة فأصيبت إصابة بالغة.
 أشترك في هذه المعركة البطل السوري "جول جمال" الذي أصر علي مشاركة إخوانه من تماسيح النيل وأمتزج الدم السوري بالدم المصري في أروع ملحمة استشهادية...
بمجرد بدء العدوان الثلاثي علي مصر تشكلت الهيئة العربية السورية لنصرة مصر، شاركت فيها جميع الأحزاب السورية وخرج الشعب العربي في سورية بمدنها وأريافها ليشترك في مهرجانات يـوم مصـر وتهافت الناس على مراكز التطوع نساءً ورجالاً للتدرب على حمل السلاح للدفاع عن مصر. فألقيت القنابل على القنصلية الفرنسية في دمشق، وحلب، وهوجمت المؤسسات الثقافية الفرنسية والبريطانية.

و لكن الأهم من ذلك كان نسف أنابيب البترول في سورية يوم 2 نوفمبر والعائدة لشركة (أي بي سي) البريطانية، في ثلاث محطات للضخ، وامتناع العمال السوريين عن إفراغ السفن القادمة من فرنسا وبريطانيا إلى الموانئ السورية. ففي الخمسينيات كان يمر من سورية خطان لنقل البترول أحدهما للبترول العراقي ويمر من وسط سورية ويصب في البحر الأبيض المتوسط عند ميناء بانياس على الساحل السوري، والثاني ويسمى خط (التابلاين) ينقل البترول من الخليج العربي، ويمر في الأردن وسورية ثم يصب في ميناء طرابلس على البحر الأبيض المتوسط..
قام العمال السوريون بنسف خط أنابيب البترول الذي يمر عبر سورية حاملاً البترول إلى أوروبا كانت سورية تحصل على 64 مليون ليرة سورية في العام أي 175 ألف ليرة في اليوم، لمرور النفط في أراضيها… وقد ركلت سورية هذا المبلغ الكبير بقدمها وجعلت المصلحة القومية فوق جميع المكاسب والاعتبارات.
وإذ ذكرنا أن توقف البترول قد استمر 129 يوماً من 3 نوفمبر 1956 إلى 12 مارس 1957، علمنا أن المبلغ الذي خسرته سورية خلال هذه المدة يبلغ 22 مليوناً و750 ألف ليرة سورية.
وقد قال رئيس الجمهورية السورية شكري بك القوتلي إن سورية على استعداد لأن تتكبد أضعاف ذلك المبلغ بكثير في سبيل ردّ يد العدوان الآثم على مصر.

مصر تزود سوريا بالسلاح :
من أسرار الحرب الدائرة حاليا في الشرق الأوسط هو قيام مصر بتزويد سوريا بالسلاح رغم حلف مصر مع السعودية المعادية للرئيس السوري ورغم علاقة السعودية بحلف شمال الأطلسي وأميركا وأوروبا الذين يعادون الحلف الروسي- الإيراني- العراقي -السوري .

مصر تدافع عن أمنها القومي من هناك ..من الأرض السورية ولا تقبل أن تسقط سوريا فريسة للأطماع العثمانية والفارسية والحقد الصهيوني...

جاء علي مملوك مدير المخابرات السورية إلي مصر وكان التنسيق الأمني علي أعلي مستوي مع صقور مصر التي لم تغمض عيناها عما يدور علي الأرض السورية..
ومن هذه الأسرار أن مركب إنزال مصري تحمل شحنات الأسلحة وصل الى ميناء اللاذقية حاملا "دبابات ت 72 " بحوالى 30 دبابة وذخيرة لها لأن الجيش السوري فقد عدد كبيرمن دبابات ت 72 بحدود 700 دبابة، ويحتاج الى عدد كبير من الدبابات في الفرقة الثانية والفرقة 11 وكانتا تخوضان المعركة من ريف حماه الغربي وريف إدلب وادلب وسهل الغاب.
وكذك جاء مركب ثانٍي يحمل راجمات صواريخ بحوالي 40 صاروخ كاتيوشا وجراد مع ذخيرة تقدر بـ 150 صاروخ، إضافة الى مدافع ميدان من عيار 130 ملم مع ذخائرها، وقد حملهم مركب كبير انطلق من ميناء الإسكندرية فأنزلهم في ميناء اللاذقية.
وتم التفاهم على ان تتلقى مصر من روسيا دبابات ت 90 الحديثة ومدافع ميدان مركبة على شاحنات حديثة وراجمات صواريخ مداها يصل الى 150 كلم بدل تلك التي استلمها الجيش السوري والتي يصل مداها إلي 18 كلم.

واشنطن لم تعلق على إرسال الأسلحة من مصر الى سوريا ولم ترفض الفكرة لا سلبا ولا إيجابا، وأوروبا لم تعلّق، أما عن نوعية الأسلحة التي هي ليست خطيرة جعلت
من حلف شمال الأطلسي يصمت على الموضوع.
السوريون علقوا في ميناء اللاذقية صور الرئيس بوتين والرئيس السيسي والرئيس الأسد ويعتبرون ان هؤلاء الثلاثة هم رأس الحربة في المعركة التي تخوضها سوريا ضد التنظيمات الإرهابية .












إرسال تعليق

0 تعليقات