الغاز الطبيعي في مصر والعالم

الغاز الطبيعي في مصر والعالم

د. محمد إبراهيم بسيوني

عميد طب المنيا السابق

أعلنت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 4.6% خلال عام 2018، وهي الوتيرة الأسرع منذ عام 2010، مدفوعاً بالنمو الاقتصادي القوي، ليمثل الغاز ما يقرب من نصف النمو العالمي في الطلب على الطاقة.

وقال المدير التنفيذي للوكالة في التقرير السنوي للغاز الطبيعي: “في 2018، لعب الغاز الطبيعي دورًا رئيسياً في عام رائع للطاقة، ارتفع الاستهلاك العالمي للطاقة بأسرع وتيرة في عقد زمني، ليشكل الغاز الطبيعي 45% من تلك الزيادة”.

وأوضحت الوكالة أن معدل النمو الاستثنائي غير مستدام، إذ تتوقع نمو الطلب على الغاز بمقدار 1.6% سنويا في المتوسط، ليعود إلى مستويات لم تر منذ قبل 2017. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الصين سوف تمثل 40% من نمو الطلب العالمي على الغاز خلال السنوات الخمس المقبلة.

تستشرف بعض المصادر المتخصصة أن يصل استهلاك الغاز الطبيعي إلى 27 في المائة من استهلاك الطاقة عام 2040 لينافس النفط على قائمة مصادر الطاقة. وسيأتي نمو الطلب على الغاز الطبيعي بسبب إحلاله بشكل تدريجي محل الفحم الحجري وسيجيء نمو الطلب أيضا نتيجة لزيادة مستويات التصنيع في باقي العالم ونمو العالم النامي السكاني.

يستهلك قطاع توليد الطاقة والقطاع الصناعي خصوصا صناعة البتروكيماويات معظم الغاز الطبيعي أو ما يقارب 40 في المائة من الاستهلاك العالمي لكل منهما، بينما يأتي استهلاك الغاز في المساكن في مرتبة أقل، أما قطاع المواصلات فيستهلك حاليا جزءا يسيرا من المجموع الكلي لا يتجاوز واحد في المائة. وقد جاء معظم نمو الطلب على الغاز الطبيعي في السنوات الماضية من قطاع توليد الطاقة الكهربائية، ولكن ازدياد منافسة مصادر التوليد المتجددة ورخص الفحم الحجري سيحدان من نمو استخدام الغاز الطبيعي لهذا الغرض في السنوات المقبلة. وسيأتي النمو مستقبلا نتيجة لارتفاع طلب القطاعات الصناعية الناتج بشكل رئيس من زيادة إنتاج البتروكيماويات والبلاستك والأسمدة، وتزايد طلب قطاع المواصلات الذي سيتأثر بمجموعة السياسات المحفزة لزيادة استهلاك الغاز الطبيعي على باقي أنواع الطاقة العضوية لأسباب بيئية خصوصا في العالم النامي. ومن المتوقع أن يتضاعف استهلاك قطاع المواصلات ثلاث مرات مستواه الحالي في 2040.

الطلب على الطاقة في مصر ينمو بمعدل 13% سنوياً في ظل زيادة حجم الغاز المكتشف في مصر في الفترة الاخيرة. خلال السنوات الست الماضية. فقد تم اكتشاف حوالي 5 تريليون قدم مكعب سنويا ليصل الاحتياطي المؤكد من الغاز الطبيعي الي 67 تريليون قدم مكعب عام 2006، مقابل 36 تريليون قدم مكعب عام 1999.

في 18 يونيو 2018، كشف وزير البترول والثروة المعدنية المصري أن مصر قامت باستهداف طبقات عصر الأوليگوسين العميقة ذات الضغوط العالية لاستكشاف الغاز في باطن الأرض. وأوضح أن هذا الاستكشاف من التحديات المهمة، وكانت المرة الأولى التي يتم الإنتاج من تلك الطبقة في البحر المتوسط خاصة وأنها تتطلب معدات بحرية خاصة تتحمل الضغوط العالية وهو ما يميزها عن المشروعات البحرية الأخرى. وأضاف أن مصر استطاعت تحقيق زيادة في إجمالي الإنتاج المضاف يوميا من الغاز الطبيعي بلغ نحو 1.5 مليار قدم مكعبة و17.5 ألف برميل متكثفات، فضلا عن تعويض التناقص الطبيعي للآبار المنتجة. وأكد أنه في شركة أبوقير تم وضع 6 آبار على الإنتاج ليصل المعدل إلى 160 مليون قدم مكعبة غاز يومياً، كما تم الإنتاج المبكر من حقل أتول التابع للشركة الفرعونية للبترول بمعدل 350 مليون قدم مكعبة غاز يومياً.