آخر الأخبار

مثلهم لا يفقه غير لغة النار!






مثلهم لا يفقه غير لغة النار!


بقلم / إكرام المحاقري


فلتكن حرب ضروس، وليشتعل نفط العالم، وليحل الظلام في ساعة مبكرة قبل أوان طلوعه، ولتتفجر خزانات الزيوت التي تعتمد عليها الكثير من دول العالم، ولتصرخ المملكة ومن دار في فلك إجرمها "واغوثاه"، لكن في الوقت الذي لن يجدوا أمامهم مبادرة سلام ولا أذان تعي صراخهم بل سنصم أذاننا وسنتخذ من سياسة أمريكا إسلوب للتعامل معهم "إذا أردت السلام فاحمل السلاح" فمثلهم لايفقه غير لغة النار!!


مبادرات سلام يتبعها مبادرات، وتنازلات يتبعها تنازلات، وتحذيرات كثيرة سطرت على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، كذلك على لسان ناطق الجيش اليمني العميد "سريع"، ومؤخرا مبادرة الرئيس المشاط، وكل ذلك قابلته دول العدوان وأدواتها المرتهنة بالتجاهل والإستخفاف وكأن المبادرات جاءت من موقف الضعف!!


مؤخرا أطلق الرئيس "المشاط" مبادرة سلام محددة وواضحة، وعقب عليها بان ما بعدها سيكون مؤلم أكثر من قبلها، وفي الواقع السياسي قدم الوفد الوطني حلول وتنازلات من آجل نجاح ملف السويد لكن من دون جدوى، فقد حقت عليهم اللعنة بانهم لا يفقهون!! وما تلك اللعنة إلا إرتهانهم لشيطان أمريكا!!


طالت يد الإجرام والعبث تزامنا مع الإعلان عن مبادرة السلام! وتمادى العدوان في إحتجاز 11 سفينة نفط متعمدا حدوث كارثة إنسانية بحق الشعب اليمني!! حيث وأن منع المشتقات النفطية من دخول اليمن يعني حكما بالأعدام لمئات الآلآف من المرضى إن لم يكن الملايين، كما أسلفت وزارة الصحة في بيان لها..


كذلك لم تتوقف طائرات العدوان عن القصف العشوائي للمدنيين والبنية التحتية حتى طال قصفها شاحنة أمام مرأى ومسمع الصليب الأحمر التابع للأمم المتحدة، في خرق بل حرق واضح لورقة وإتفاق السويد!! كذلك كثف العدوان من حشوده في الساحل الغربي وتعز وكل ذلك تجاهل لمبادرة السلام التي لاقت ترحيب من المبعوث الأممي "غريفيث" والذي بات لعبة على الحبلين واضحة بالنسبة للشارع اليمني!!


كما أن السفير البريطاني رحب بمبادرة السلام بجلسة مع رئيس الوفد الوطني "محمد عبدالسلام" في عمان، وترجم مشاعرة الكاذبة بقوله أن هذه المبادرة خطوة إيجابية وكانهم ليسوا طرفا متحكما بالعدوان!! وكأن الشعب اليمني لا يدرك خطورة مكرهم ولا يفرق بين الغث و السميد!!


نعم هناك من اعترف بالمبادرة وهناك من رحب بها وهناك من وصفها بالخطوة الإيجابية نحو بحر الأمان المفعم بالسلام!! لكنهم في حقيقة الأمر يتخذون من هذه الخطوة دافع قوة لهم حيث ويحسبونها ضعف وتراجع بالنسبة للقوة العسكرية والسياسية اليمنية!!


فالاحرى والاجدر بهم أن يعوا جيدا بأن اليد التي أمتدت للسلام هي نفسها القابضة على الزناد، فمتى انطلقت الرصاصة من المستحيل رجوعها، قدمنا ما لدينا من مبادرات وهي حجة لنا أمام الله وأمام العالم!! وقدموا ما لديهم من عنجهية وغباء!! نعم فما بعدها لن يكون كما قلبلها ولن تتفرج القيادة الحكيمة على الشعب اليمني وهو يموت ببطء والأيام القادمة ستثبت مصداقية ذلك.


إرسال تعليق

0 تعليقات