آخر الأخبار

عن المثقف والسلطة








عن المثقف والسلطة

د.أحمد دبيان


المثقف

the intellectual

أو الانتيليجينتسيا

Intelligentsia

هى العناوين التى تصف مجموعة من المتعلمين ذوى الأفكار والأطروحات والتحليل المتبنى للنهج العلمى

و رغم ان المثقف على أحسن تقدير فى أمم الأمية الفكرية يظل فقط ( صوت صارخ فى البرية )

الا ان الذين تم الترويج لهم عبر العصور فى تعاطى موجه بكونهم من اعتى الديكتاتوريات كانوا فعليا لا يصمون آذانهم عن أصوات المثقفين ليظل صوت النخبة الفكرية ، موجودا ليقرؤوا أطروحاتهم .

حدث هذا مع الأديب السوفيتى فى حقبة الزعيم ستالين فكان بوريس باسترناك مؤلف دكتور جيفاجو كلما تم وضع اسمه فى قوائم الاعتقال بواسطة الأجهزة الأمنية كان ستالين يمحوا الاسم مرددا :

أتركوا ساكن السحاب هذا ......

فى الحقبة الناصرية حين حاولت الأجهزة الأمنية منع فيلم شئ من الخوف لثروت أباظة تم الإجازة رقابيا للفيلم بأمر من عبد الناصر شخصياً ، وحين حاولوا منع ديوان هوامش على دفتر النكسة لنزارقبانى وتم السماح للديوان بامر من ناصر شخصياً .....

رواية الكرنك وعكس الشائع تم إصدارها عام ١٩٦٨ وبعد قضية انحرافات جهاز المخابرات والحكم على السيد صلاح نصر وكانت الشخصية الرئيسية خالد صفوان ترمز فعليا للسيد صلاح نصر وتم السماح للرواية رقابيا بامر من ناصر ،

فيلم المتمردون للمخرج الكبير توفيق صالح والذى كان ينقد التجربة الناصرية برمتها تم السماح بعرضه فى عهد جمال عبد الناصر .

وعلى الجانب الغربى للكرة الأرضية كانت المكارثية تنهش فى النخب الثقافية الامريكية وطالت اسماءا كبيرة منها شارلى شابلن والذى تم رفض منحه تأشيرة دخول للاراضى الامريكية ، اورسون ويلز المخرج الكبير صاحب المعزوفة السينمائية

Citizen Kane

وكل من كان يشتبه بانتمائه أو اعتناقه لأفكار يسارية ،

كان الاضطهاد غير معلن لكنه كان يطال مصادر الرزق لكتاب سيناريو وفنانين ومؤلفين ،

رغم هذا جاء الرئيس جون كنيدى ليتبنى أطروحات مايكل هارينجتون الكاتب الامريكى الشيوعى فى كتابه

The other America

أو أمريكا الأخرى

كاشفا توغل الرأسمالية المتوحشة وآليات السوق وازدياد الفقراء والمهمشين ليتبنى كنيدى آليات العدل الاجتماعي ليخفف من غلواء الرأسمالية الطفيلية وليستكمل جونسون هذه البرامج محاولا اكتساب شرعية الضرورة .

المثقف العضوى الحقيقى هو الصوت الذى يتوجب الاستماع اليه لانه يمثل النقد الذاتى للتجربة ويساعد فى تقويمها وتعديل وتصويب مساراتها ........

تبقى شرطية المثقف واحتياج السلطة اليه مقرونة بالحدين الاساسيين

أولاً أن يكون هناك تجربة بمشروع وملامح وأيدولوجية .....

والثانية أن يندمج المثقف العضوى مع التجربة بوعى وصدق وان تستمع له السلطة ذات البصيرة والرؤية فتتبنى ما يقوم انحرافات التجربة فى تطبيقها العملى .




إرسال تعليق

0 تعليقات