يا واهبَ المددِ
عقيل الساعدي
كالطفلِ
أحلمُ رغمَ الحربِ في بلدي
ورغمَ قصرِ
المدى في ناظري ويدي
أتيتُـهُ
ورياحُ الشوقِ تعصفُ بي
أسيرُ وحدي
بلا ظلٍّ ولا لُبدِ
طلبتُ
صحبتهُ عبر الزمان ومن
سواهُ عندَ
أفولِ النجمِ معتمدي
ورحتُ أسالُ
ملحَ الأرضِ عن وجعي
تبدو
الخيامُ بلا حبلٍ ولا وتدِ
سالتهُ عن
دماءِ في الثرى سُفكتْ
وعنْ جروحٍ
بظهرِ القلبِ والسندِ
لا تعذلوني
فقلبي كالرمادِ غدا
ما عادَ
ينفعني صبري ولا جَلَدِي
أَدنو منَ
البابِ والآهاتُ ما هدأتْ
والوجدُ
ينهشُ كالأنيابِ في جَسَدِ
أُقبّلُ
القبر مشتاقا لساكنهِ
فقد شممتُ
الثرى عن طيبِ ملتَحدِ
وقد هَوَيتُ
كمجنونٍ لتربتهِ
أمْطرْتُها
بدموعِ الشوقِ والكمدِ
تقولُ عين
الجوى نثرا وقافيةً
ماكانَ عن
روحيَ الحيرى بمبتعد
أفيقُ من
سَكْرتي أبقى بهِ ثملًا
أصحو ونار
حنيني أحرقتْ كبدي
فقالَ
والصوتُ مكسيٌّ بغربتهِ
رأيتهمْ
ذبحوا الإنسانَ في ولدي
بكيتهُ
ونحيبي في الفضاءِ علا
كفّنْتهُ
ونبالُ القوم لم تحدِ
الحبُّ
يجعَلُ نبضَ العاشقينِ سنا
مشكاةَ هدي
بغيرِ الشوقِ لم تقدِ
لم أشكُ
نزفا أنابَ الخافقين وقد
أمسى
بخافقتي عشقي ومعتقدي
وجهُ
الحبيبِ بهاءُ الروحِ في بشرٍ
لا شيءَ
يشبه أنوارا منَ الصّمدِ
ينيرُ من
دمهِ نحو العلا قبسا
نهجٌ لأهلِ
التقى خالٍ من الأودِ
من وحيهِ
أخذَ الأحرارُ مشعلهمْ
شتانَ بين
جناحِ الطيرِ والصفدِ
يا خيرَ
أمنيةٍ في القلبِ باقيةً
يا لحنَ
أغنيةٍ كالطائرِ الغَرِدِ
ياكلمة
ولسانُ الحقِّ ردَّدها
كأنَّها مثل
خدٍّ للزهورِ ندي
قد جلَّ من
مبدعٍ بالنورِ عمَّدهُ
وَسَيْرُهُ
عن صراطِ الحقِّ لم يحدِ
سبحانهُ
جعلَ المحبوبَ آيتهُ
يقودهمْ
بطريقٍ واضحٍ جددِ
سراجُ نورٌ
وربُّ العرشِ وشحهُ
يسمو كنجمِ
بنورِ الهديِ متّقِدِ
وصيةُ
المصطفى الهادي لمنْ عقلوا
ولَمْ تكنْ
أبدا آراءَ مجتهدِ
صوتٌ يدوي
وكم صابَ الورى صممٌ
حسينُ منّي
ومنهُ الروح في جسدي
هو
الشَّفيعُ بيومِ الحشر نسألُـهُ
طيبَ
الشرابِ وقربَ الواحدِ الاحدِ
مازالَ صوتا
يباري الذلَّ منتصرا
لم يخشَ
معركةً موفورة العددِ
ولاحَ
للدينِ عزٌّ عندَ منحرهِ
وبعضنا
لمعاني العيشِ لم يجدِ
في ثلةٍ من
عبادِ الله مؤمنةٍ
أحدى وسبعين
لم تنقص ولم تزد
طبعُ
الشجاعةِ محرابٌ بأعينهم
كانهم في
الوغى رهط من الأُسُدِ
هم فتيةّ
آمنوا بالله واصطبروا
الله بشرهم
في قربهِ الرغدِ
سيقطفون من
الأعناب أطيبها
كلؤلؤٍ من
شفاه الورد منتضدِ
هم الجبال
الرواسي للعباد وإنَّ
الأرضَ من
حكمة الرحمٰنِ لم تمدِ
مودةُ الآلِ
آياتٌ منزّلةٌ
والصَّبُّ
رددها بلحنهِ الغَرِدِ
مازالَ
يحلمُ يَوْمَ البعثِ مقربةً
ويغرسُ
العشقَ أزهارا ليوم غد
يحكي لسبطِ
رسولِ اللـــهِ قصتهُ
بأحرفِ
الشعرِ في ترتيل مجتهدِ
ياربُّ أفتح
لقلبي خلفهُ سبلا
واجعل غرامي
بهِ بشرى لمعتقدِ
سبحانهُ
منحَ المحبوبَ منزلةً
وعشقهُ في
الحشا مِنْ سالفِ الأمد
كأنَّــهُ
النهرُ لمْ تثمدْ روافدُهُ
يفيضُ مكرمةً
من واهبِ المددِ
سفينةٌ في
عباب البحرِ صحبته
يُصاب
جاحدها بالخزيِ والفندِ
لكنَّ بعض
قلوبِ الناسِ قد عميتْ
شتانَ بين
عمى الشيطانِ والرشدِ
قالوا خروجُ
حسينَ السبطِ مفسدةً
بل أنّهُ
لحياةِ الذلِّ لم يردِ
أَعوذُ
باللهِ من قلبٍ بلا رحمٍ
ملحَّفٍ
برداءِ الحقدِ والضمدِ
تعمى
القلوبُ وداءُ البغض ينخرها
كالعينِ
إِذْ صابها وصبٌ من الرمدِ!
ينبوع ماءٍ
طهورٍ طابَ مشربهُ
فأبدلوهُ
بماءٍ آسنٍ وَردي
جاءتْ قريشُ
وثاراتُ الألى بزغتْ
يسوقها
الحقدُ من بدرٍ ومن أُحدِ
عبّادُ دنيا
وقد باؤوا بفعلتهمْ
أكبادهم
مُلِئتْ بالجور والحسدِ
كأنّهمْ
ونياب الغدر قد برزتْ
ضباعُ غابٍ
تريدُ النَيلَ من أَسدِ
وأشعلوا
النارِ في كلِّ الخيامِ وقد
لاحتْ إلى
مقلتي حمالةُ المسدِ
لليومِ
فعلتهمْ للكفر فاضحةٌ
كالريحِ
تخرجُ ما بالبحرِ من زَبَدِ
يسقي الفرات
زلالا من يجاورهُ
وقطرةُ
الماء للأطفالِ لم نجدِ
أدار عباس
حيث النهر قربته
وعاد منه بلا
ماءٍ وَدونَ يدِ
أمسى كطيرٍ
بلا سقفٍ يظللهُ
والريحُ
ترشقهُ بالماءِ والبردِ
سهامهمْ
أُطلقت من كلِّ ناحيةٍ
وغير آل
رسول الله لم تصدِ
هذا حبيبُ
رسول الله مستلبٌ
ومثلهُ أمةُ
الاسلامِ لم تلدِ
وقد رأيتُ
سيوفَ الكفرِ تذبحهُ
أمسى صريعا
بلا رأسٍ ولا عضُدِ
وطاشَ عقلي
لأفعالِ الطغاةُ بهِ
هل يقتلوهُ
بلا جرمٍ ولا قودِ !
يبقى حسين
بلا غسلٍ ولا كفنٍ
ملقا ثلاثا
على الأجداث بالجردِ
قد عيلَ
صبري وجهلُ القوم حيرني
غرقتُ في
سيلِ دمع الحُزنِ والنكدِ
وفصّلوا
الدين أثوابا تناسبهمْ
كيف الوقوفُ
بيومٍ للحسابِ غدِ
والدين أمسى
سلاح الجور في يدهم
كأنه خيمةٍ
مكسورةِ العمدِ
وكلما رويت
بالعشقِ قصتهَ
يصمُّ أهلُ
الخنا الأذانَ عن عمدِ
وصار بعد
ذبيح الطّفِّ مختطفٌ
لمجلسٍ من
رؤوس الكفر منعقدِ
ياويلهم لم
يخافوا يوم مسغبةٍ
يلقاهمُ
الله بالنيرانِ والصهدِ
وأعجبُ
الأمرِ أنَّ القومَ في عَمَهٍ
مثل القطيعِ
وحادي الرهطِ لم يحـدِ
يظنُّ نفسهُ
مأمونًا ومستترًا
واللهُ
أَقسمَ بالإنسانِ والبلدِ
حتى وإنْ
ضحكتْ ضرس الحياة لهُ
كلُّ ابن
آدمَ يمشي نحو ملتحدِ
ياسائلين عن
الآلامِ فاستمعوا
مازال شمْرٌ
يحزُّ الرأْسَ في بلدي
مازال جيشه
مخدوعا بسيدهم
وما شكى
الناسُ يوما قلّةَ العددِ
خبط المنايا
بأرض العُرْبِ أحجية
كالضربِ
بالنردِ أو كالنفخ في العقدِ
0 تعليقات