سيكولوجية فرعون
د.أحمد دبيان
حين تحدث الله فى كتابه العزيز عن فرعون وموسى ، نزّل
فيما نزل من آيات واصفاً اداء الرسول للمهمة والقلب المغلق للكافر العنيد قائلاً
سبحانه وتعالى .
( فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى)
صورت الآيات العشرون والواحد والعشرون من سورة النازعات
سيكلوجية فرعون.
سيكولوجية فرعون هى التعبير المتطرف للجمود ، والكبر
والظن بامتلاك الحقيقة المطلقة .
وهى لا تقتصر أبدًا على فرعون .
هذه السيكولوجية تأبى اليقين ، او الانفتاح ، او تغيير
القناعات حتى ولو سطعت بجانبها كل براهين النور والحقيقة.
سيكولوجية فرعون هى العقل السلفى المؤله بالضرورة لكل غث
يتعاطاه وغير المؤهل فى الوقت ذاته لفضيلة او عبادة التدبر والتفكير .
سيكولوجية فرعون لا تكتفى بالكذب والعصيان ، بل وتترجم
هذا لفعل وحركة
( ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فَقَالَ أنا ربكم الأعلى )
فتجمع كل الهرطقات والباطل المجيش لإثبات أنها وحدها من
تملك الحقيقة والحكم المطلق حتى ولو ببراهين فاسدة .
بالأمس أرسل لى صديق كبير على صفحة التواصل ، وعلى الخاص
، منشور لأحدهم بلغ من الكبر عتيا وبلغ من العمر أرذله ، لكنه ادمن الكذب الجهول ،
المفتقد لابسط دلائل الحقيقة متعاطيًا تاريخ قاصر موجه للقناة ، جاعلاً من الفاسد
، الناهب ، بطلاً ومجنياً عليه ، متجنياً على المنقذ المحرر ، محملاً إياه مسئولية
عدوان الغاصبين ، فى مازوخية من أدمن الانتهاك واستعذبه .
ليست المشكلة أبدا فى ترهات يطرحها فلان أو علان ، لكن
الكارثة الأكبر فيمن يتبعونه مصدقين ومؤَّمنين .
وكأن حالهم كما ذكر آى الذكر الحكيم
( فأستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوماً فاسقين )
وما أكثر فراعين الجهل والحقيقة المكذوبة،
وما أكثر الفاسقين .
0 تعليقات