آخر الأخبار

عراق ما بعد الاربعين





عراق ما بعد الاربعين







محمود جابر


خلال الأيام القليلة القادمة؛ سوف ينشغل كل العراق بمراسم إقامة أربعينية الإمام الحسين الهدنة التى منحها القدر للسلطة وللمتنفذين فى العراق،  وللشعب العراقى  الثائر بصفة عامة ....

العراق الذى خرج ثائرا فى العاصمة واغلب المدن، ثم هدوء بعد جولة من العنف والعنف المتبادل، هدوء يسبق عاصفة والعاصفة لن تكون فقط من داخل العراق أو من صفوف المتظاهرين الذين كانوا فى اغلبهم غير تابعين لحزب أو تيار سياسيا، ومع هذا فهناك محاولات استغلال للهذه الحالة من أطراف عديدة فى الداخل والخارج ولن أعتقد أن استغلال الحالة العراقية سيكون عصيا على أى قوى تحاول استغلاله.

ومع هذا وبعد قرابة الأسبوع من الانتفاضة الشعبية التى بدأت فى الأول من أكتوبر الجاري خلفت مئات الشهداء وأكثر من ألف مصاب حدث الهدوء لاستقبال موسم الأربعين .

والأربعينية لن تكون إلا هدنة محارب، لعدد من السيناريوهات التى تنتظر العراق، فقبل اندلاع مظاهرات الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، كانت القوات الأمريكية فى شمال سوريا تتجهز لإخلاء المنطقة للرحيل، ورحيلها لا يعنى أكثر من السماح لاردوغان من توسيع منطقة النفوذ التركي ( منطقة نفوذ الناتو) فى شمال العراق والموضوع لن ينتهى عند هذا الأمر فالناتو فى شكل مبعوثة التركى يريد أن يقطع الطريق البرى من طهران إلى دمشق، وهذا هدف استراتيجي يمكن فى سبيله ترك الأكراد فريسة للأتراك للقاعدة وداعش .

ولن تقف الآليات العسكرية التركية التى بدأت عملياتها فى التاسع من أكتوبر الجاري عند الحدود التركية العراقية بل ربما تتوسع هذه القوات إلى الاطراف الغربية والشمالية لمحافظة نينوى العراقية وتحتل مناطق ( سنجار- ربيعة – تلعفر- زمار – بعشيقة).
إعادة التموضع التركى المأتمر بأمر الناتو والولايات المتحدة الأمريكية يستهدف قطع الطريق على صفقة تلوح فى الأفق برعاية روسية بين السعودية وإيران سوريا فى مقابل اليمن ...
ولن يقف الأمر عند هذا الحد من إعادة التموضع والانتشار وإعادة توزيع القوى على الأرض ...

 فمن المنتظر وفق معلومات متوفرة لدينا ربما يحدث حركة فى المنطقة السنية التي تضم الانبار وصلاح الدين وحديثة وغيرها لإعلانها إقليما سنيا فيدراليا على غرار إقليم كردستان .

وفى الوقت ذاته ربما تصل البشمركه ومسعود برزانى إلى كركوك وتضمها بالقوة الى الإقليم .

فى ظل ثورة وغضب فى الجنوب وحكومة عاجزة وحلفاء يريدون أن تبقى الأوضاع السياسية والاقتصادية فى العراق كما هى، والكل يستخدم ما لديه من نفوذ، وايران تحاول الدفع بالحشد فى مواجهة أزمات الداخل، وما تصريحات فالح الفياض إلا مؤشر على هذه النوايا، ولكن قدرت الفياض على لعب دور مؤثر من خلال الحشد لن يستمر فهناك جهود فى الداخل العراقي لإبعاد الفياض عن رئاسة الحشد وهو الأمر الذى سوف يصطدم بحلفائه ولن يمر بشكل سهل يسير وكل هذه الامور مجتمعه ربما تخلق فى العراق روح جديدة متوحدة عابرة للمتنفذين والداعمين والمستغلين وتوحد جهود الشارع العراقي وفق نبوءة أحد مراجع التقليد العراقيين وهو المرجع اليعقوبى، فهل الأيام القادمة سوف تكون ولادة عسرة على العراق أم أن المولود سيكون سقطا ؟!!  

نقلا عن :المصير



إرسال تعليق

0 تعليقات