رجل فى خطر

رجل فى خطر

محمود جابر 

قال تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) أل عمران :173.

فى وقت سكتت قامات،  واختفت أخرى، وتميز آخرين بإمساك العصا من المنتصف، وقفوا بين الحق والباطل لا هم نصروا الحق، ولا أنكروا المنكر ...

وقف رجلا ينبى الصفوف ويجرى الماء فى الأرض الموات حتى أحيا فى النفوس دين الله، وألف مع كل موسوعة رجالا، فمثل هؤلاء المتعلمون على سبيل النجاة هم فى خطر ...

قالوا له الناس ان فلان وفلان سكتوا .. فاسكت؛ فأبى ضميره إلا الكلام والجهر بالحق فى أسوء ظرف ومع أسوء نظام حاكم ومع مثيلة فى الحوزة، لكنه لم يقل لا وحدتي ولا يا وحشتي، مر فى طريقه صاعدا درج الشهادة إلى السماء ...  

لم يدرك قيمة هذا الرجل إلا القليل، ولم يسير على دربه إلا من ولكن من صلى عليه استمسك بطريق العلى طريق رسالة آل البيت الذي سار عليه أستاذه الصدر المقدس حتى أصبح علم تلك المدرسة إنه محمد اليعقوبى... المرجع الديني سماحة الشيخ محمد بن موسى اليعقوبى ... أبو العراق ...

لكن اسرد القصة التى تعرفونها، ولكن سأقف عن المشهد الذى عاينتموه من خلال فيديو اليوم لمجموعة تسقط لافتة كبيرة لسماحة اليعقوبى ...

من اسقط اللافتة:

قبل أن نجيب على السؤال، لابد من سؤال قبله، ماذا سبق حرق الصورة فى الميدان أو إسقاطها ؟

هو ما سطره صديقي (الفئة الواعية) حيث قال موضحا ملابسات الموقف بعد البيانات المتتالية التي واكبت الأحداث الجارية عن كثب وتأمل من قبل المرجعية الواعية للشيخ اليعقوبي (دام ظله)، وإيمانا منها بالفرج العاجل بتشخيص الخلل والفساد في الطبقة الحاكمة من الأحزاب السياسية حينما اسقط الشرعية عن هذه الحكومة من خلال صحوة الشعب و انتفاضة حرية العراق بشبابه المؤمن بالتغيير والإصلاح...

وهنا ... تحركت أذناب وأتباع تلك الأحزاب الفاسدة المنهزمة و بتوجيه خاص لتشويه سمعة وصورة و وجود هذه المرجعية بين الناس ، لأنها هددت وجودهم و هدمت مخططاتهم و وجهت أصابع التهمة لهم وأيقظت العقول بكلامها من خلال التحذير المتواصل بخطاباتها وبياناتها من خطر الفتنه والمخططات التي تريد تحريف مسار الانتفاضة وسلميتها ، وجاء هذا العمل فى مقطع قصير لا يليق بأبناء الشوارع فكيف بأبناء أحزاب تدّعي التشيّع ؟؟

لقد شعروا بهوانهم وضعفهم ونهايتهم عندما اقبلوا على هذا الفعل المشين وهذا إنما يدل على إفلاسهم وسقوطهم العاجل في وحل الرذيلة ولن يسلموا من سطوة التاريخ الذي سيكتب للأجيال اللاحقة عن خسّة ودنائة هذه الأحزاب السياسية المنحرفة عن دين الإسلام

لانهم جهلة جهلة جهلة .

فالصورة أسقطت وتم التهجم عليها لان اليعقوبى كما يصفه ( على الكنانى) واثق من نفسه لأنه عرف ربه، فلا يهمه من في المشرق أو من في المغرب، وكل من يدعي القيادة ينتظر بيانته لانها ستنقذه ولو بعد حين ، المهم رضا الله عنده في فلان ولا علان .

وما حدث يلخص ما قاله اليعقوبى فى بيانه الأخير وهو الانطباع الذى وصل الى الجميع أن الشعب مصدر السلطات، وبما ان الشعب انتفض ويطالب الحكومة بالاستقالة، والبرلمان، فلا شرعية لا للبرلمان ولا للحكومة ولا للمكون لهما، وهم الأحزاب السياسية سيئ الصيت والسمعة .

ما قاله اليعقوبى اليوم على وجه الدقة ورغم ان ما قاله اليوم لا يختلف عما قاله منذ إعلانه عن مرجعيته، لكن اليوم موقف شهادة وموقف بطولة ووقوف اليعقوبى فى وجه سلطة الخضراء وأحزابها والقوى الداعمة لهم إقليميا ودوليا يضع اليعقوبى فى مرمى نيرانهم، ومن هنا نقول أن اليعقوبى فى خطر...

لأنه فضح وكشف وعرى هذه الجماعة ورد الحق إلى أصحابه وهذه دونها خرط القتاد...

فكل من فى هذه السلطة يتمثلون بقول القائل :"  لو أن صاحب القبر - يعني النبي (ص) - نازعنا الملك لضربنا خيشومه بالسيف".

ومن هنا فأنا أتوجه إلى كل محبى العراق وكل محبى اليعقوبى ومقلديه أن يكون مع الثوار فى الميادين، يقدمون لهم كل العون والمساعدة والإرشاد، والدعم الطبى لم له علاقة بالطب، وتوفير سبل نقل بسياراتهم، وكل ما يقدرون عليه ...

الأمر الثانى:  أن يقوموا بطباعته بياناته الأخيرة ولا يقصروا فى إبلاغها للناس مجمعة أو مفرقة أو تخصص النعيم فقرات دائمة وفى أوقات المشاهدة بعرض بيانات اليعقوبى على الناس ... حتى لا تخدعهم أبواق فتنة السلطة ...

وان تلعب قناة النعيم دورا رائد فى دعم المتظاهرين والالحاح عليهم بسؤال مباشر أو غير مباشر عن بيانات المرجع من طالعها، وما موقفهم من هذه العبارات التى تشيد بالشباب، وإن لم تفعل النعيم هذا فما فائدتها إن لم تكن عونا فى هذه اللحظة .

الثالث :  يجب أن تقوم المكاتب فى كل المحافظات بتوفير الدعم اللازم للشباب من اجل ان يبدعوا فى التعبير عن مواقف وإرشادات وبيانات المرجعية ...

الأخير ان يكف مقلدى اليعقوبى عن البحث بالمنظار عن عيوب الثورة ونشرها، فإن نشر عيوبها طعن لها من الخلف من أراد ان يدعم الثورة والإصلاح والانتفاضة فعليه بما أوصى به اليعقوبى نفسه، وإلا فإنه يمثل جزء من هذا الخطر المحيط بالمرجع ...

والله من وراء القصد