آخر الأخبار

الإرهاب الوجه الآخر للثورة الفرنسية





الإرهاب الوجه الآخر للثورة الفرنسية



د. محمد ابراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق

الثورة الفرنسية (Révolution française) كانت فترة مؤثرة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في فرنسا عرفت عدة مراحل استمرت من ١٧٨٩ حتى ١٧٩٩، وكانت لها تأثيرات عميقة على أوربا والعالم الغربي عموما، انتهت بسيطرة البورجوازية خلال التحالف مع نابليون وانتهت بتصدير الأزمة من خلال الاستعمار بالتوسع اللاحق للإمبراطورية الفرنسية، انتهت بسيطرة البروجوازية التي كانت متحالفة مع طبقة العمال مع إحقاق مجموعة من الحقوق والحريات للطبقة العاملة والمتوسطة للشعب الفرنسي.

 أسقطت الملكية وأسست الجمهورية وشهدت فترات عنيفة من الاضطراب السياسي، وتوجت أخيرا في دكتاتورية نابليون الذي جاء سريعا بكثير من مبادئها إلى أوروبا الغربية وخارجها.

 استوحت الثورة الفرنسية أفكارا ليبرالية وراديكالية، غيرت بشكل عميق مسار التاريخ الحديث، وأطلقت الانحدار العالمي للملكيات المطلق واستبدالها بالجمهوريات. أطلقت الثورة من خلال حروب الثورة الفرنسية صراعات عالمية مسلحة امتدت من البحر الكاريبي إلى الشرق الأوسط. المؤرخين على نطاق واسع يعتبرون الثورة الفرنسية واحدة من أهم الأحداث في تاريخ البشرية.

الإرهاب في العصر الحديث لغة التخاطب لمليشيات داعش والقاعدة وأخواتها الاخوانية، هي موروثات الإرهاب والاستبداد. الثورة الفرنسية كانت بداية عصر الإرهاب والإبادة الجماعية للمخالفين، كتب عنها الباحث الفرنسي رينالد سيشر بعنوان إبادة جماعية فرنسية.


تمتد الإبادة الجماعية الفرنسية  في الغرب الكاثوليكي والدمار الجماعي الذي سببته الثورة الصينية إلي إبادة جماعية الخمير الحمر في كمبوديا.

مصطلح الإرهاب كان لوصف المنهج الدموي الذي استعملته الحكومة الفرنسية بين عام  ١٧٩٣-١٧٩٤ لفرض عقيدتها علي من يرفضها.

الإرهابيون الأوائل كانوا أمثال : روبسبير- سات جوس- ومارات، الذين طبقوا الإرهاب في أبشع صورة بذبح الآلاف المساجين في مذبحة سبتمبر أواخر صيف ١٧٩٢.

حكومة الثورة الفرنسية مارست الإرهاب الرسمي بتخليها عن القانون بارسال٣٠ ألف معارض لمحاكم فورية أرسلتهم للمقصلة لقطع رؤؤسهم في إرهاب قضائي.

الثورة الفرنسية هى من قامت بفصل الدين عن الدولة التي يمجدها البعض أباحت ارتكاب المجازر وتجريد الناس من إنسانيتهم لإضفاء مشروعية تصفيتهم.

 إرهاب العلمانيين لم ينفصل عن جذوره في حركة التنويريين في القرن الثامن عشر الذين جعلوا من شعار الحرية لممارسة الإرهاب ضد مخالفيهم.

 الكاتب البريطاني اندرو روبرتس، وصف الإرهاب في باريس، بان الثورة أقدمت علي قتل ١٣٠٠ سجين بعد محاكمة قصيرة في محاكم متحيزة متعطشة للدماء.

الثورة الفرنسية التي صدع رؤؤسنا بها البعض رفعت شعار الحرية علي أعمدة المقصلة لقطع رؤوس أكثر من ١٧ ألف فرنسي سيقوا للموت في دفعات.

يحتفل الفرنسيون بالذكري الثورة الفرنسية كل عام دون الإشارة للدماء التي سكبوها أو الإبادة الجماعية للفرنسيين الذين رفضوا فصل الدين عن الدولة.

أساطين الفلسفة العلمانية يقولون إن التضحية بالنفس فكرة علمانية وان الجماعات الانتحارية الإسلامية تبنت التراث الاستشهادي العلماني الأوربي الذين يفجرون أنفسهم أو الذين يقتلون  الآخرين باسم الإسلام ليس لهم أصول دينية بل تبنوا منهج الإرهابيين الفرنسيين الأوائل أمثال سان جوس.

 الحركات الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان اتبعت اثر الثورات العلمانية والماركسية وجماعة الخمير الحمر وان فكرة الإرهاب تحمل نكهة يسارية.

إرسال تعليق

0 تعليقات