نقد الاحتجاجات
صادق ناصر
في هذه المرحلة، على المثقف العراقي أن لا يتردد في " نقد" الإحتجاجات....
أقول" نقدها" أي تصويب حركتها لا" تخريب سمعتها".
قرأتُ منشورات الفيس بالطول والعرض، فوجدتُ أن هناك مزاجاً جمعياً يتمحور
حول الرفض الراديكالي لأية إصلاحات والدعوة للتغيير الشامل.... ولكن: ما هو
التغيير الشامل؟ كيف يحدث؟ وما هو شكل الدولة بعد حدوثه؟... لا جواب.
اطلعت على منشورات النخبة فإذا بها تحيلني إلى مفرداتٍ غامضة: ثورة الشباب..
العصر الجديد... رفض الوصاية... الوعي المغاير.. الخ.... وكلها، في حسابات التغيير
المجتمعي والسياسي والاقتصادي، ملفوظات إنشائية حماسية... أنا أبحث عن رؤية... عن
برنامج.
أين هي القيادة!.. من يتفاوض مع السلطة حول مشروع التغيير الشامل؟.. هل
أخذتم بالاعتبار وجود المكونين السني والكردي؟.
على المرء أن يكون واضحاً: المظاهرات تهرب من أسئلتها... تتقدم وتمتد بينما
الأسئلة تحلق فوقها دون وعدٍ بالوصول إلى الأجوبة.
علينا أن نتخلص ، فوراً، من مسخرة إتهام الكل بالتخطيط لركوب الموجة.... لا
بد من تفويض قيادة، تفويضها بشكلٍ شعبي صريح، لتمثيل المتظاهرين... خلاف ذلك فإننا
لن نملك سوى الحلقات المفرغة.
ما المانع، مثلاً، من ترشيح الشيخ اليعقوبي، بعد بيانه الأخير المشجع، لهذا
الغرض( قبل أية شتيمة، لم أنتم ولو ليومٍ واحد لا لجماعة الفضلاء ولا لحزب الفضيلة).
لا تريدون الشيخ، اتفقوا على غيره.... لا بديل عن فكرة القيادة.
كان ماركس يقول:" حين ينظر الإنسان في المرآة عن قرب، وهو محاذٍ لها،
يرتطم رأسه بصورته"..... وهذه الاحتجاجات الثورية، يوماً بعد يوم، تزداد اقترابا
من " مرآتها الشخصية"، وأنا أدعوها أن تعود إلى الوراء، ولو قليلاً، كي
ترى الأفق... العراق وما ينتظره.
0 تعليقات