دائما يدافع عن الحق..
...تبرئة النص الديني..
الزركانى البدرى
إن اتهام النص الديني
بالابتعاد عن الواقع ليس صحيحاً لأنه إنما ورد ليعالج الواقع ويرتقي به وليس
يتناول أمورا خيالية، وان كثيرا من الآيات القرآنية نزلت في حوادث معينة شرحها
المؤلفون في علم (أسباب النزول) وكذلك الأحاديث الشريفة جاءت جوابا عن تساؤلات
ومشاكل، مضافا الى ان الشريعة تضمنت قواعد عامة تغطي الاحتياجات المستجدة للإنسان
الى يوم القيامة، ولم يقف الشيعة حيارى إزاء اي قصية مستحدثة، وتوجد كلمة مشهورة:
(ما من واقعة الا ولله فيها حكم) فاتهام من يتمسك بالشريعة بالابتعاد عن الواقع
غير صحيح، أما دور العقل فيتلخص في قراءة و فهم النص واستنباط الموقف منه اولا وفي
الحكم ببعض القضايا التي تقع في دائرة عمله ثانيا لذا كان العقل أحد مصادر التشريع
عند الشيعة الأمامية لكن يجب ان نعترف ان المنتوج البشري يبقى مليئا بالثغرات و
النقائص إذا لم يستلهم من النص الشرعي ولذا تجد القوانين الوضعية عرضه للنقض و
التغيير والحذف باستمرار وهذا دليل قصورهم. مضافا الى ان العقل محدود ولا يستطيع
تفّهم كل شيء ويعجز عن إقناع نفسه قبل ان يقنع الآخرين اي لا يستطيع تحريك وجدانه
وقلبه للإيمان بالقضية التي أذعن بها، وهذه الحقيقة نقلها القران الكريم عن النبي
إبراهيم (ع): (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
فالعقل مؤمن بالقضية لكن قلبه لم يذعن مثله .
0 تعليقات