آخر الأخبار

ماليزيا





ماليزيا

د. محمد إبراهبم بسيونى

عميد طب المنيا السابق

مملكة ماليزيا هي واحدة من اكبر الاقتصاديات الآسيوية والعالمية لما تتمتع به هذه البلاد من إمكانيات هائلة بشرية وأيضا طبيعية وهذا الذي ساعد على ازدهارها في مجالات مختلفة مثل الصحة، التعليم، الطاقة، النقل، والفضاء، والتجارة، والاستثمار كل هذه المنجزات كانت عامل مهم في بناء نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على احترام الدستور في ماليزيا وصون الحريات لما فيها من تعددية الدينية الإسلام، المسيحية، البوذية والهندوسية التي لكل واحدة فيها خصوصية دينية، ثقافية وفكرية فمثلا بجانب الاحتفال برأس السنة الميلادية والهجرية هناك أيضا أعياد وطنية مثل رأس السنة الصينية احتراما للصينيين البوذيين هناك.


 بالإضافة لذلك ملايين السواح والمقيمين الأجانب فيها يطيب العيش فيها لما يوجد احترام وتقدير وانفتاح ثقافي على العالم الخارجي وعدم الانعزال عن المحيط. لم يكن هناك عصا سحرية لتصبح ماليزيا متقدمة بل بسبب شعبها المصر على التقدم في كافة المجالات بلا استثناء بقيادة الدكتور مهاتير محمد الذي يعد ابو النمو الاقتصادي الماليزي فهذا الإنسان الجدير بالاحترام هو سبب نجاح ماليزيا على كافة الأصعدة تحريك عجلة النمو بها من دون توقف فمثلا إرساء دعائم الحكم الرشيد من خلال ديمقراطية حقيقية يشارك فيها كل أبناء الشعب الماليزي من دون استثناء من خلال وضع برنامج إصلاحات قبل ثلاثة عقود لتكون البداية مع انفتاح فكري وثقافي حقيقي يعكس مدى الحرية والتنوع في البلاد سواء من خلال حركة البعثات العلمية، الترجمة، المهرجانات الثقافية المحلية والعالمية وتعزيز دور الإعلام والصحافة ليكونان هم الرقيب وطرح الحلول والمشاكل للمجتمع بطريقة حضرية.

 تزامنا مع إطلاق مشاريع عملاقة في مجال الصناعة والبنية التحتية والطاقة الكهربائية وجلب الاستثمارات من مختلف دول العالم الأمر الذي ساعد على تحقيق نمو في الاقتصاد الماليزي وتحقيق طفرة نوعية في حياة المواطن الماليزي وجعل سوق العمل الماليزية سوق مفتوحة يكون رافدها الأول هو الكفاءات وخريجي الجامعات الماليزية التي أصبحت بعد ذلك في مراتب متقدمة من العالم لما أصبحت فيها مناهج التعليم حديثة وكفيلة بتنشئة جيل جديد قادر على بناء البلاد وحماية ديمومة ازدهارها.

لكن مع كل هذه المنجزات الكبيرة قد تحصل أخطاء يجب التوقف عندها وعن كيفية إصلاحها بعدما ترك السلطة الدكتور مهاتير محمد فاز بالانتخابات أنور إبراهيم الذي كانت تتسم بالإدارة الجيدة والتي لاباس لكن شابت حكمه شبهات فساد مالية وأخلاقية أدت به للسجن لمدة عشرة أعوام بعد ان تم إقالته وانتخاب نجيب رزاق مكانه قيل ان هذه الانتخابات التي جاء فيها نجيب رزاق مزورة وان أصلا بعد التحقيقات تبين ان نجيب رزاق متورطين في إيداع أنور إبراهيم السجن بعد ما قام الأمن الماليزي والمحكمة العليا بمعرفة ما جرى حول شبهات بجرائم كانت أيضا على صلة بالأزمة المالية في أسيا التي أدت بتلكوء في اقتصاديات ومنها ماليزيا.

 الأمر الذي حذى بالقضاء إطلاق سراحه ورد اعتباره بعد ما عاد طبيب ماليزيا الأول مهاتير محمد ليخرج ماليزيا من أزمة أخرى ويكتب قصة نجاح جديدة جين يرد اعتباره ويعيده الى الحياة السياسية بعد فصله. فالأمر ليس الصراع فقط على السلطة لكن وبالرغم من سنه الكبير للدكتور مهاتير محمد إلا انه أعاد الانتخابات لا للطمع في السلطة بل لخدمة ماليزيا حين تحتاجه.

كم محظوظة هذه البلاد بابنها البار الذي كلما إرادته أتاها ليخدمها وحتى في أزماتها ليعيدها الى مسارها الصائب لتواصل بلد التنمية والعطاء رحلتها نحو التطور بعد ما عانته من عقود أزمات وحروب أهلية عاصفة وانقسامات مع الجارات تايلند وسنغافورة فما كان احد ليصدق ان تكون واحدة من الاقتصاديات القوية.



إرسال تعليق

0 تعليقات