آخر الأخبار

أحلام السلطان ..!!.





أحلام السلطان ..!!.

هانى عزت بسيونى

.. هل انضمت تونس لمحور السلطان الإخواني ؟

تمثل زيارة السلطان العثمانلي اردوخان الى تونس أمس تطور مقلق لدول المنطقة لصالح مصالح الخيال لحامل السلطانية العثمانلية المدعو اورودوخان ، في ملعب الأزمة  الليبية ومشكلة تحديد الحدود البحرية لدول شرق البحر الأبيض المتوسط ، فالزيارة توحي إنها محاولة تركية لإستقطاب تونس للإصطفاف الرسمي بمحور " تركيا - حكومة الوفاق الليبيّة – قطر " والذي أنتج اتفاقية محل رفض أغلب العواصم العربية والأوروبية …

فهل سيتم استخدام تونس كمنصّة سياسيّة لمحور تتناقض مصالحه مع مصالح تونس ذاتها ومع سلامة علاقاتها العربيّة والدولية ، وكذا استخدامها في أعمال استخباراتية وأمنية وعسكرية لصالح حامل السلطانية في اتجاه ليبيا .!؟

الزيارة تمثل محاولة التفاف تركية عميقة وخطيرة لمواجهة التحرك اليوناني المصري القبرصي للتصدي لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية التركية الليبية التي تنتهك القانون الدولي ، فالاتفاقية باطلة وتمثل سطواً على الموارد ينطوي على سوء نية وقرصنة مصممة لتقويض تطوير عمليات التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط .

لذا ومن وجهة نظري أصبح هناك ضرورة الآن لأن تدعوا مصر لعقد قمة سباعية بين دول مصر وقبرص واليونان وفرنسا بحضور السعودية والإمارات والأردن إضافة إلى شرق ليبيا في مسعى لتشكيل تحالف يتصدى للمشروع التركي الباطل دولياً في ليبيا .

كما ان الزيارة في جانبها الآخر تؤجج الوضع المُتفجر في ليبيا وفق أبعاد جيوسياسية خطيرة مُرشحة أن تتحول في الأيام القادمة إلى ملف جيوسياسي استراتيجي شائك ومُعقد قد يؤثر بشكل مباشر على تونس ذاتها والتي قد تتخذ قرار بالإصطفاف إلى جانب المحور التركي القطري الإخواني .!

فهدف التموضع العسكري التركي في ليبيا هو رغبة تركية قديمة لتضمن لنفسها فرصة في جهود إعادة الإعمار والتي قد تحقق جزء من التوازن للاقتصاد التركي المهزوز فضلاً عن النفط الليبي في أراضي ليبيا ، يضاف لكل ذلك دعم جماعة الإخوان الإرهابية والميليشيا الموالية لها بما يخدم مشروع أردوخان لإحياء العثمانية الجديدة بعد خسائره في مصر ، ولدعم جماعات التطرف السياسي بالمنطقة والاقتراب من الحدود المصرية وإزعاج القاهرة ….

لذلك تدور في فلك المشهد الآن عدد من الأسئلة ، منها …

- هل إختارت تونس باستقبالها رسمياً السلطان أردوخان زعيم المحور الاخواني والذي طلب رسمياً من دول تونس والجزائر وقطر مشاركة بلاده في مؤتمر برلين حول النزاع الليبي المُقرر عقده خلال الأسبوع الأول من شهر يناير القادم ؟.

- وهل يستطيع السلطان العثمانلي جرّ الرئيس التونسي إلى المربع الذي سيؤكد سيطرة حركة النهضة على الدبلوماسية التونسية والتي كثيرا ما تتهم بالانحياز للميليشيات وتيار الإسلام السياسي في طرابلس.؟

- وهل تتحول تونس إلى منصة لتدفق السلاح على ليبيا لتبرير العدوان التركي في ظل أنباء "غير مؤكدة" عن زيارة مرتقبة لفايز السراج إلى تونس .؟

- وهل يتكرر السيناريو التركي الروسي مع سورية في ليبيا في ظل صراع بين الجيش الوطني الليبي والميليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس المتوازية مع التحركات التركية صوب موسكو من أجل بلورة اتفاق معقد جداً مع الروس بشأن التدخل التركي بسبب المخاوف الروسية من نقل السيناريو السوري إلى ليبيا خاصة بعد تصريحات أردوخان بإمكانية التدخل العسكري لصالح الميليشيات المسلحة في طرابلس ؟!! 

- وماذا يمكن ان تفعل الدول الأوروبية ومنها ايطاليا على سبيل المثال تجاه أطماع السلطان العثمانلي أردوخان المتزايدة للسيطرة على ليبيا رغم تباين مواقف عدد من دولها من الأزمة الليبية حيث تعرقل تركيا جهود كل من مصر وقبرص واليونان للتوسع في عمليات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط واضعة حاجزاً أمام خط أنابيب مقترح يمتد إلى أوروبا عبر إيطاليا سيتعين أن يمر بالمنطقة الاقتصادية التركية -الليبية المزمع إقامتها.؟…

-    وهل يزيد كل ذلك من حالة التوتر بين تركيا وبين الاتحاد الأوروبي في ظل الوضع الحالي المتعلق بسياسة الهجرة وتساؤلات أوسع بشأن دور أنقرة في حلف شمال الأطلسي.…؟؟
-          
عموماً هي وغيرها أسئلة مشروعة تحتاج إلى اجابات واضحة …

ولننتظر بماذا ستخبرنا أحداث الأسابيع القادمة من نتائج تبلورها أحداثها التي قد لا تكون في مجملها لصالح أحد سوى تعزيز التطرف وإشعال النيران لتدمير مصالح الشعوب لتحقيق أحلام أفراد والزعامة الكاذبة ..!

إرسال تعليق

0 تعليقات