برهم يلوح والمرجعية
تمتنع إنها النهاية
هادي جلو مرعي
اليأس من الحل هو ماجمع بين قرار رئيس الجمهورية برهم صالح بوضع استقالته
على طاولة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وبين قرار المرجعية العليا بالامتناع عن
الخطبة السياسية يوم الجمعة القابل.
لماذا اليأس؟
برهم صالح هو رئيس بلاصلاحيات حقيقية، وليس لديه من القوة مايكفي ليكون في
معرض إدارة الدولة، بل وهناك من يروج لفكرة إنه جزء من لعبة التغيير الكبير،
والمضي نحو الفوضى لترتيب البيت العراقي على مزاج بعينه، وهو اضعف من ان يواجه
الشارع الغاضب، وأضعف من أن يواجه الرؤية الأمريكية، أو الإيرانية، أو الكتل
السياسية التي تريد مرشحا بعينه. يبدو صالح كرجل يقف في الشارع، أو شخص يمضي في
سبيله فيعترضه مجموعة أشخاص، ويوجهون له اللكمات، فلا يستطيع الرد، ولاتوجيه
اللكمات للخصوم، وأراد مغادرة المكان بأقل الخسائر.
سيمتنع البرلمان عن قبول الاستقالة، وسيتحول صالح الى بطل لبعض الوقت. الرجل
كردي القومية، ولكنه رئيس لدولة تضم قوميات وأعراق متعددة ومتباينة في التوجهات
والنوايا والتطلعات، ولكن ماحدث ربما سيدفع الى وضع رئيس البرلمان على المحك في
مواجهة إستحقاق دستوري لن يتمكن منه. فإستقالة عبد المهدي وصالح قد تفتح الباب
لاحقا للمطالبة بإستقالة الحلبوسي.
وهي مطالب المتظاهرين منذ البداية، وقد يكون ماحدث سبيلا لصالح ليتقوى
بالشارع، ويكلف مرشحا غير حزبي لتولي منصب رئاسة الحكومة.
المرجعية التي أعلنت منذ زمن أن صوتها قد بح وهي تنادي بالإصلاح والتغيير تجد
نفسها غير قادرة على حمل القوى السياسية على تغيير نهجها التقليدي في الإدارة،
ولاترى أفقا للحل. فليس لها من سبيل سوى النأي بنفسها عن إبداء موقف غالبا
مايستقبله السياسيون بالتأييد، ولكنهم لاينفذونه على الأرض.
هل يمكن القول إن الأمور تمضي الى نهايتها على وفق ماتريده الأطراف التي
لايخدمها الحل طالما إنها لم تنجح في تمضية الأمور على طريقتها..
0 تعليقات