الخرائط السبع الحاسمة
هايدى فاروق
في عام 1902 تعرضت
المياه الإقليمية المصرية لحادثة بحرية حينما احتج قائد ولايات المنطقة الغربية
المصري إلى بريطانيا، بمُشاهدة قُبطان إحدى السفن اليونانية للعلم التُركي مرفوعاً
بالمياه الإقليمية المصرية المتاخمة لبرج سليمان أعلى مرتفعات السلوم..
فجاء رد الاستخبارات
البريطانية حاسماً ومحدداً لخط الحدود البحري المصري مع ليبيا؛ فيما عرف وقتها
باسم "الخرائط السبع الحاسمة" التي ذكرها وأعتمد عليها تقرير المُخابرات
الإيطاليّة ، والتي تعود لأعوام 1890 ، و1892 ، و1896 ، و1884 ، بخلاف أطلس
التايمز 1900 ، والبطاقة البريدية لتركيا الآسيوية عام 1894 ..
وفِي 14 أكتوبر 1904
حدثت واقعة أخرى تمثلت في احتجاج ورفض القاهرة لتواجد سفينة تُركية بمياه ميناء"
السلوم" الإقليمية واعتباره أمراً مرفوضاً ؛ لأن خط الحدود المصري يبدأ من
أعلى مُرتفعات "السلوم" واللسان إلى الشمال من مرفأ "السلوم" مُتتبعاً
قِمة تلك المرتفعات، وصولاً للجنوب والجنوب الغربي مُتضمناً واحتي "الجغبوب"
إذ ذاك و "سيوة"..
وكان هُناك مُلحق باتفاقية 1925 الخاصة بالحدود
البرية يوضح خارطة تفصيلية للحدود تبدأ من عند ساحل المتوسط" تبعد 10 كم عن شمال "السلوم"
ومنها إلي الجنوب بشكل خط غير مُنتظم يمر بـ "الجغبوب" حتي خط عرض 22
شمال خط الاستواء..
إن حدود مصر البحرية
محددة بدقة من خلال اتفاقيات حدودية قديمة تسري في مواجهتها نظرية التوارث الدولي ..
وقد جاء الوفاق
التركي الليبي الأخير مخالفاً لنص القانون الدولي.. مما يستوجب بالجانب المصري
تقديم شكوى رسمية للأمم المتحدة ب [عدم الاعتداد]..
وكلمة أخيرة أرجو
الإنصات لها جيدا .. فلقد كثرت الإشكاليات الحدودية المحيقة بالأرض المصرية في
الآونة الأخيرة ..
وكٌنت في الماضي على
جاهزية تامة لمجابهة هذه المخاطر التي كانت محتملة (بمعنى الشك في حدوثها) في
الماضي ؛ ولَم تعد محتملة (بمعنى الشكوى من حدوثها) ..
ولَم يتم سؤالي عما
تم إعداده وهو سؤال لن يعطيني مردوداً على المستوى الشخصي ، ولكنها أمانة أحارب من
أجل تأديتها .. وأُحارَب كي لا أُؤديها .. فإلى متى ؟! ..
0 تعليقات