العائد البريطانى من
البريكست
هانى عزت بسيونى
يرى البعض ان بريطانيا قد تحقق فوائد تجارية واقتصادية من الحرب التجارية
التي بدأت بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية ففي الوقت الذي اشتد فيه النزاع
الأمريكي مع كل من الصين والاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا نجد الولايات المتحدة
الأمريكية تفتح الباب أمام بريطانيا لإبرام اتفاق تجارة حرة بعد الخروج من الاتحاد
الاوروبي وهو ما يجعل هذا القرار (البريكسيت ) إيجابيًا على المستوى التجاري
بالنسبة للمملكة المتحدة وفقاً لتلك الرؤية ، كما ان بريطانيا بخروجها من الاتحاد
الأوروبي في نهاية يناير القادم لن تكون مجبرة على خوض هذه المعارك وستكون منشغلة
في التجهيز لاتفاقات التجارة الحرة مع الدول الأخرى وهو الأمر الذي قد يجعل من
بريطانيا رابحًا وسط تلك الحرب .
بريطانيا والولايات المتحدة
الأمريكية يمتلكان أكبر مركزين ماليين في العالم (لندن ونيويورك) وتوضح المعطيات
مدى أهمية العلاقات الأمريكية البريطانية وهو ما جعل العلاقات بين البلدين توصف بـ«العلاقة
الخاصة» ومنذ يوليو ٢٠١٧ أطلقت بريطانيا والولايات المتحدة محادثات حول اتفاق
للتجارة الحرة إذ قال ترامب حينها أنه يتوقع إبرام اتفاق تجاري «قوي» مع بريطانيا
في القريب العاجل ، هذه المحادثات جنبت بريطانيا الصراع مع ترامب حول الرسوم
الجمركية التي كان قد قررها فبعكس الدول الأخرى لم يكن موقف بريطانيا الرافض لهذه
الرسوم قويًا مثل جيرانها في الاتحاد الأوروبي فرنسا وألمانيا إذ هددا بفرض رسوم
مماثلة في حين أن موقف بريطانيا كان باهتًا إلى حد كبير وهو ما يوضح أن البلدين
اقتربا من الاتفاق .
على الجانب الآخر ترى بريطانيا أن
هناك رغبة حقيقية لدى الإدارة الأمريكية من أجل التوصل إلى اتفاق تجارة حرة بأسرع
ما يمكن وهو الأمر الذي يراه بوريس جونسون مفيداً للشركات التجارية على ضفتي
المحيط الأطلسي في حين أن ترامب وصف بريكست بأنه «فرصة رائعة سيغتنمها بالكامل» في
إشارة إلى رغبته إبرام اتفاق للتجارة الحرة مع بريطانيا .
كما انه وفي خطوة يمكن القول أنها استباقية فرغم أن بكين غارقة حاليًا في
حرب تجارية مع واشنطن إلا أنها تحاول البحث عن أصدقاء جدد تعزز بهم تجارتها الخارجية
وقد عرضت على بريطانيا إجراء مباحثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة في مرحلة ما بعد
الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وهو الأمر الذي رحبت به بريطانيا إذ أن الاتفاق
التجاري مع بريطانيا قد يساعد الولايات المتحدة الأمريكية على معالجة الخلل
التجاري بالميزان التجاري مع الصين .
كما يأتي أبرز الأسباب لفوز المحافظين في قناعة الناخب ان البريكسيت سوف
يحقق أهداف يأتي في مقدمتها النقاط التالية :
- التخلص من عبء المهاجرين واللاجئين وبما يؤمن المواطن البريطاني بأن
الخروج من الاتحاد الأوروبي سيمكّن بلاده من اتباع نظام جديد يحد من السماح
للمهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي بالدخول إلى البلاد.
- زيادة الهجمات الإرهابية في بعض الدول الأوروبية مؤخراً دفعت المواطن
البريطاني إلى التفكير في أن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي سيوقف اتفاقية الحدود
المفتوحة بين دوله وهو ما قد يحد حركة المواطنين الأوروبيين ومن ثم يحول دون مجيء
الإرهابيين إلى بريطانيا.
- التوفير المالي للإنفاق على الصحة(NHS) والتعليم ، وهذا السبب مترتب على التخلص من
أعباء استقبال المهاجرين عبر الحدود.
-
وعود حزب المحافظين الفضفاضة بالازدهار ..
-
والحديث يطول شرحه بهذا الخصوص .. وبصفة عامة ما زلت عند رأي ان البريكسيت
يمثل اكبر كارثة على طرفي الاتفاق وان الرابح الأكبر هو أطراف أخرى كما سبق أن أشرت
..
0 تعليقات