آخر الأخبار

الفكرة والشلة





الفكرة والشلة


د. محمد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق

قارن البعض ما بين الربيع العربي والثورة الفرنسية وتناسوا ان الثورة الفرنسية أنتجت فلسفتها أما عندنا فلا فكرة واحدة عميقة تدل على عقل فلسفي ظهرت حتى اليوم، ربما ما نراه هو نتيجة لهزيمة الثورات التي ظهرت في وسط أوروبا من ١٨٨٤ الى ١٨٩٤، نهاية مثالية جورج هيجل والعودة الى واقعية إيمانويل كانت، والتغيير من أعلى.

 التغيير في ألمانيا لم تحدثه الثورات الشعبية بل أحدثه أتو فون بسمارك، وظني انه وبعد فشل الثورات الشعبية لا أطن ان لدينا بسمارك أو فكرة عن ما نريده، الفلسفة التي سادت ثانية بعد ١٨٩٤ كان أساسها التقدم العلمي.

 وحيث ان الثورة الفرنسية دامت عشر سنوات وبالتناسب فان الربيع العربي بقي له تسع سنوات حتى يقطف الأحياء من جيلنا في حينه أزهار ذلك الربيع الدامي. إنّ مستشاري النظام الملكي الفرنسي قبل الثورة لم يكونوا بالمستوى المطلوب ليساعدوا النظام على اجتياز الظروف الاقتصادية الصعبة والمحن التي كانت تواجهها البلاد وبالتالي لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب ممّا فجّر ثورة شعبيّة في وجه النظام وحولته في مدّة قصيرة من نظام ملكي مطلق الى نظام جمهوري.

لذلك فإنّ شلة المستشارين المحيطة بالحاكم هي عادة تمثّل المؤشّرات التي ُتعطى للحاكم لاتخاذ القرار المناسب والذي عادة ما ينبغي ان يتوافق مع مصلحة المواطنين التي يرعاها الحاكم ويحرص على ان تهيئ الحكومات والأجهزة التنفيذيّة أقصى درجات الرفاه والعيش الكريم، بل وتحرص على ان تحميهم من عبث وظلم الفاسدين وانتهاك حقوقهم، ولا يهم كم يكون عدد هؤلاء المستشارين او طائفتهم بل يجب ان يتحلّوا بالصدق والعدالة والنزاهة والمعرفة والحب الحقيقي للمواطن والحاكم على حدِّ سواء وعلى ذلك تكون ثقة الحاكم فيهم عالية وثقة المواطنين بعدالة حاكمهم اكبر.


إرسال تعليق

0 تعليقات