آخر الأخبار

وقفات على خطابي سماحة المرجع اليعقوبي بين أربعينية الفرج وختام زيارة الأربعين





وقفات على خطابي سماحة المرجع اليعقوبي بين أربعينية الفرج وختام زيارة الأربعين



 للشيخ حيدر الزيدي

الوقفة الأولى :


كما عودنا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله بقراءة الأحداث واستشراف المستقبل بنظره الثاقب، وإحاطته الشاملة للواقع، وثبات الرأي، وبعده عن المجاملة، فقد اصدر سماحته بياناً في العشرة الأولى من محرم الحرام لعام 441 هـ بعنوان ( أربعينية الفرج ) ثم أردفه ببيان ختامي للزيارة الأربعين ، وهذان البيانان اقل ما يقال عنهما أنهما :

صادران عن وعي ومراقبة مشبعة بفيض الأمل الذي ينبض به قلبه العامر بذكر الله، وروحه التي يشع منها نور الولاية المحمدية فلازال سماحته مؤثراً وملهماً لكل من عرفه فضلا عمن نهل من معينه المبارك .

وبيان سماحته عن (أربعينية الفرج) حرك النفوس وبث فيها الأمل والهمة ، بل تعدى ذلك إلى غير إتباعه فحرك فيهم شعور الثورة والهام الانتفاضة على الظلم والباطل – من حيث يشعرون او لا يشعرون – بحراك شعبي غير مسبوق في تاريخ البلد ، بعيدا عن التحزب والجهوية .

ومن يتمعن في روح خطاب (الفرج) يجده صادراً من قائدٍ محيطٍ بهذه الأجواء والملابسات ومنتظرٍ للنتائج المرجوة من الأسباب والمسببات التي يعلم سماحته مصدرها سواء كانت داخلية منها او خارجية ، ويعلم باليد التي تقبض على السكين وماذا تريد أن تقطع بالضبط، فتارة تقطع وريداً اقتصادياً وأخرى سياسياً أو دينياً وغيره ، فتلك اليد معروفة عند سماحته والسكين واضحة لديه، كما قد تكون معلومة لدى الأغلب، وهنا يمتاز سماحته بعنصر أضافي فعال واقصد به المعرفة الدقيقة بعنصر (التوقيت) الذي ينقسم إلى ثلاث مراتب :

1- التوقيت الإلهي العام : والإحاطة بالمقدمات والشرائط والتوقع الدقيق للنتائج، وهذا منهج المتتبع للقران والروايات الشريفة .

2- توقيت أفعال الأعداء ومكرهم وتحركاتهم وربط الأحداث التاريخية بالحاضر وتحديد مستوى ظلمهم الحاصل على البشرية، وتوقع ما يصدر منهم ومحاولة معالجته قبل الوقوع ( استباقاً ).

3 – معرفة حركة المؤمنين الرساليين ومستواهم الفكري وقراءة ردود أفعالهم ومستوى الجاهزية لديهم لعملية الإصلاح، قبل بدء تحريكهم الى ساحات التغيير ونقل الحراك الى المستوى التنفيذي .


وهذه النقطة الثالثة تكون ممزوجة بأنفاس وبركات صاحب العصر عج فهو المحرك الرئيس لردود الأفعال الايجابية الصادرة من كل فرد سواء كان مؤمنا او غيره ، وسواء كان قاصداً الإصلاح الحقيقي او الإصلاح النفعي المبطن الذي يحوله الإمام عج إلى حركة إيجابية تصب في نفع القضية المهدوية، هذا الأمر كله بتفاصيله يعلمه قائدنا المرجع اليعقوبي حفظه الله وزيادة، فإن الحكيم من يعلم متى يتكلم ومتى يفعل ومتى يسكت .

إرسال تعليق

0 تعليقات