الاستخدام الأمن
للمياه الصرف
د. محمد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق
هناك برنامج قومي للاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحي المعالج في زراعة
الغابات الشجرية في مصر لمواجهة مختلف التحديات
البيئية الناتجة من الممارسات السلبية للمواطنين ومؤسسات الإنتاج والهيئات
الخدمية والتي تسبب الزيادة في نسبة التلوث البيئي.
وكذلك هناك خطة للاستفادة الآمنة من مياه الصرف الصحي المعالجة في إنشاء
غابات خشبية يمكن الاستفادة منها حيث تقوم الدولة بصرف مليارات الجنيهات على تنقية
هذه المياه دون الاستفادة منها.
يعد استخدام مياه الصرف الصحي المعالج في زراعة الأشجار الخشبية إضافة
جوهرية إلى مصادر المياه بالجمهورية، حيث تمثل هذه الكمية 2.4 مليار متر مكعب كل
عام. لقد كانت هذه الكمية من المياه لا يتم الاستفادة منها على الإطلاق بل كانت
تمثل عبئاً كبيرا لما تسببه من تلوث بيئي عند محاولة التخلص منها سواء بإلقائها في
مياه نهر النيل أو البحار أو الصحاري أو تركها تنفذ إلى باطن الأرض لتلوث مخزون
المياه الجوفية وتزيد من ارتفاع مستوى الماء الأرضي. ومع التقدم والفكر العلمي
المتطور وزيادة الوعي البيئي أصبح تعظيم الاستفادة من هذه المياه حتمية استراتيجية.
وتعد مشروعات التشجير وزيادة المسطحات الخضراء من أهم المشروعات التي يجب
ان توليها الحكومة عناية ورعاية خاصة حيث أن إقامة هذه المشروعات تعمل على تحسين
نوعية الهواء وتقليل معدلات التلوث والأتربة العالقة بالهواء والارتقاء بجودة
الهواء بما يساعد على تحسين مستوى الصحة العامة للمواطنين بجوار محطات الصرف الصحي
التي لها ظهير صحراوي في مدن وعواصم جميع محافظات الجمهورية.
عالميًا أكدت إحدى الدراسات، التى أعدتها منظمة الحفاظ على الطبيعة،
والمعروفة اختصاراً باسم (TNC)، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، أن معدل تخفيض جسيمات
التلوث، بالقرب من شجرة يتراوح مابين 7 ــ 24 %، وانخفاض درجة الحرارة يصل إلى
درجتين مئويتين، وجسيمات التلوث المعروفة بـ (PM)، هي جسيمات ميكروسكوبية، تعلق في رئات
الأشخاص، الذين يتنفسون الهواء الملوث. ويمكن أن يتسبب التلوث، الناتج عن تلك
الجسيمات، في وفاة حوالى 6.2 مليون شخص سنويا حول العالم، بحلول عام 2050، حسب ما أشارت
إليه الدراسة. وأظهرت الدراسة انخفاض تكلفة الأشجار، مقارنة بالوسائل الأخرى في
تبريد وتنظيف الهواء، وأضاف أن الأشجار تتمتع بميزة كبيرة، من ناحية التكلفة،
مقارنة بالوسائل الأخرى.
ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن حوالى 90 % من سكان المدن حول
العالم، عام 2019 تعرضوا لجسيمات عالقة في الرئتين، تزيد عن معدلات المنظمة لجودة
الهواء.
0 تعليقات