المستقبليات
د. محمد ابراهيم بسيوني
هناك موضوع غاية في الأهمية وهو علم المستقبليات أو الدراسات المستقبلية
وهو علم يختص بالمحتمل والممكن والمفضل من المستقبل، بجانب الأشياء ذات
الاحتماليات القليلة لكن ذات التأثيرات الكبيرة التي يمكن أن تصاحب حدوثها.
خلال الثمانينات والتسعينات تطور علم دراسات المستقبل، لتشمل مواضيع محددة
المحتوى وجدول زمني للعمل ومنهج علمي، يتحدث مع عالم اليوم، الذي يتسم بتغيير
متسارع.
يقول جون ماكهيل :"المستقبل هو جزء لا يتجزأ من مقومات الحياة
الإنسانية .
يبقى الإنسان نسيج وحده، بقدرته على التصرف في الحاضر على أساس الخبرة الماضية
المدروسة ضمن شروط النتائج المستقبلية، والإنسان بافتراضه المستقبل، يحتمل حاضره
ويطيقه ويجعل ماضيه ذا معنى، فالماضي والحاضر ومستقبلاتهما يتداخلان ويتحابكان في
توقع الأعمال المستقبلية والتنبؤ بها.
تشمل صيغة ماكهيل لخلق عالم مستقبلي أفضل على استكشاف فعال ودقيق لفهم
العالم كما هو بكل تعقيداته وتداخلاته. وتصميم تدابير وترتيبات اقتصادية واجتماعية
جديدة تكون أكثر فعالية لخلق العالم الأفضل الذي يتطلع إليه الإنسان.
يعرض ديبر كوفمان في كتابه "تعليم المستقبل" القائمة التالية من
ست مهارات أساسية مع بعض عناصرها - الوصول إلى المعلومات - وضوح التفكير - فعالية
الاتصال - فهم البيئة الإنسان - فهم الإنسان والمجتمع - الكفاءة الشخصية .
الاهتمام بالمستقبل هو محط اهتمام الدول المتقدمة في كافة مجالات الحياة
ولذلك لا عجب من أن تنشئ دولة مثل السويد وزارة تابعة لرئيس الوزراء للاهتمام
بالمستقبل، وذلك منذ عام 1973م، كما أن عدد المؤسسات المهتمة بالدراسات المستقبلية
في أمريكا وحدها بلغ نحوا من 600 مؤسسة، كما تشكل الدراسات المستقبلية نحوا من 415
مقررا دراسيا موزعة على 8 ولايات أمريكية.
0 تعليقات